اللآلئ الحسان لمعلم القرآن

اللآلئ الحسان لمعلم القرآن

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:

فإن معلم القرآن لا ينحصر عمله في كونه محفظاً (آلة رد)، بل هو في مكانة دينية، فعمله عبادة، والتربية عبادة، فالمعلم مؤتمن على الطالب أن يربيه على الأخلاق الفاضلة والآداب الإسلامية، فلا نريد طالباً يتخرج آله يردد ما لا يفهم.

فالقرآن الكريم جاء ليربي أمة، وينشئ مجتمعاً ويقيم نظاماً، والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثير وانفعال بالكلمة، وإلى حركة تترجم التأثير والانفعال إلى واقع.

وفي هذا التحقيق سنحاول تسليط الأضواء على الأهداف التربوية في الحلقات القرآنية والتي لابد للمدرس مراعاتها والعناية بغرسها في قلوب ونفوس الطلاب ومنها ما يلي:

1- انضباط في الحضور يدفع الطلاب إلى شوق الطير الظامئ يهفو إلى الماء.

2- جو إيماني عظيم يشعر الرائي –حقاً– أن الملائكة تحفهم، والرحمة تغشاهم والسكينة تنزل عليهم.

3- دموع تترقرق من خشية الله -عز وجل- في هذا الجو الإيماني.

4- معلم يفيض على طلابه علماً وحلماً وخلقاً، وهم يفيضون عليه توقيراً وتبجيلاً واحتراماً وحباً.

5- تقدم في حفظ، وازدياد في إتقان، وبشائر خير بحفظة جدد.

6- أخوة تجمع الطلاب ومحبة تؤلف بينهم.

7- انصراف وقور ينطق بأثر القرآن على أهله حتى لو عادوا إلى بيوتهم.

8- آثار القرآن تبدو في سمت الطالب في أخلاقه وسلوكه وعبادته.

9- تزود بزاد العلم من أحكام وآداب إسلامية، وإضاءات من سير الأنبياء والصحابة والعلماء، إضافة إلى جوانب الثقافة الإسلامية.

10- تربية جيل مسلم على القرآن، تلاوة وأخلاقاً ومنهجاً.

11- استنقاذهم من وطأة الأخلاق الذميمة والعادات المشينة.

12- شغل الشباب بمعالي الأمور ورفيع المنازل.

13- تنمية روح الاعتزاز لدى الطالب بإسلامه وهويته وكتاب ربه.

14- فتح آفاق جديدة وواسعة أمام الشباب على معاني القرآن الآسرة، وحقائقه الفذة تفجر الطاقات الإبداعية.

15- إمداد الأمة والمجتمع بحفظة القرآن – ليبقى فيها الميزتان – حفظ الصدور، وحفظ السطور، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من أصحاب النقول إلينا جيلاً بعد جيل.

16- مداواة مرضى العقوق الذي يشكو منه الوالدان، وقد استشرى في الأمة، ودواؤه من صيدلية القرآن.

17- تقديم القرآن بطريقة مشوقة فيها أسلوب العصر وسرعته وإغراؤه، وفيها أصالة التراث الإسلامي وخلوده وعظمته.

ومن الأهداف أيضاً :

18- عمارة المساجد بتلاوة القرآن الكريم، وتعليم العلم الشرعي، وإحياء رسالة المسجد.

19- تخريج دفعات مؤهلة للتدريس والتربية على ضوء القرآن الكريم، وتولي إمامة المصلين في المساجد.

20- تقويم ألسنة الطلاب والعمل على إجادة النطق السليم للغة العربية وإثرائهم بجملة وافرة من مفرداتها وأساليبه1.

هذه بعض المفاهيم التربوية والتي ينبغي لمدرس التحفيظ أن يقوم بغرسها في نفوس طلابه حتى ينشأ جيل يحفظ القرآن ويعمل به على الوجه الذي أراده الله شرعاً, وأخيراً نسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.


 


1  استفيد الموضوع من موقع صيد الفوائد، من مقال بعنوان: (حلقات التحفيظ مشكلاتها ووسائل تطويرها) بتصرف.