بوارق النصر في فرقان غزة

بوارق النصر في فرقان غزة

بوارق النصر في فرقان غزة

الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذِّل الشرك بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومديم النعم بشكره، ومستدرج الكافرين بمكره، أظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، والظاهر على خليقته فلا ينازع، والحاكم بما يريد فلا يُدافع، أحمده على إظفاره وإظهاره، وإعزازه لأوليائه، ونصره لأنصاره، وأشهد أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، إمام المجاهدين، وسيد الغر المحجلين، أما بعد:

ففي شهر رجب من سنة 702 هـ قويت الأخبار بعزم التتار على دخول بلاد الشام، فانزعج الناس لذلك، واشتدّ خوفهم جداً كما يقول الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى -، وقنت الخطيب في الصلوات، وقُرِئ صحيح البُخاري وهذه عادة كانوا يستعملونها في مواجهة الأعداء، فيعمدون إلى قراءته في المسجد الجامع.

وشرع الناس في الهروب إلى الديار المصرية والكرك، والحصون المنيعة، وهناك كان اجتمع الأمراء، وتعاهدوا وتحالفوا على لقاء العدوّ، وشجَّعوا رعاياهم، ونوديَ بالبلد دمشق أن لا يرحل منه أحد، فسكن الناس، وهدأت نفوسهم، وجلس القضاة بالجامع يحلِّفون جماعة من الفقهاء والعامّة على القتال، وتوقّدت الحماسة الشعبية، وارتفعت الروح المعنوية عند العامة والجند، وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية أعظم التأثير في ذلك الموقف فلقد عمل على تهدئة النفوس حتَّى ساد الاستقرار الداخلي عند الناس، وبدأ الشعور بالأمن، وقويت رباطة الجأش في قلوبهم، ثم عمل على إلهاب عواطف الأمة، وإذكاء حماستها، وتهيئتها لخوض معركة الخلاص، ثمّ توجّه ابن تيمية – رحمه الله تعالى – بعد ذلك إلى العسكر الواصل من "حماة"؛ فاجتمع بهم في القطيفة، فأعلمهم بما تحالف عليه الأمراء والناس من لقاء العدو، فأجابوا إلى ذلك وحلفوا معهم.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – يحلف للأمراء والناس: "إنكم في هذه الكرّة منصورون"، فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: "إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً".

وبعدما احتدمت المعركة، وحمي الوطيس، واستحرّ القتل، واستطاع المغول في بادئ الأمر أن ينزلوا بالمسلمين خسائر ضخمة قتِل فيها من قتِل من الأمراء؛ لم يلبث الحال أن تحوّل بفضل الله – عزّ وجلّ – بعد أن ثبت المسلمون أمام المغول، وأحدثوا فيهم مقتلة عظيمة، وتغيَّر وجه المعركة، وأصبحت الغلبة للمسلمين.

وفي يوم الثلاثاء الخامس من رمضان دخل السلطان إلى دمشق وبين يديه الخليفة، وزُيِّنَتِ البلد، وبقِيا في دمشق إلى ثالث شوّال إذ عادا إلى الديار المصرية، وكان فرح السلطان الناصر محمد بن قلاوون والمسلمين بهذه المعركة فرحاً كبيراً، ودخل مصر دخول الظافر المنتصر يتقدّم موكبَه الأسرى المغول يحملون في أعناقهم رؤوس زملائهم القتلى، واستُقبل استقبال الفاتحين.

ما يدفع المرء لإيراد مثل هذه الحادثة – وقعة شقحب – هي بشائر النصر التي كانت تلوح في الأفق قبل أن تبدأ فصول هذه المعركة الفاصلة، إذ كان شيخ الإسلام يحلف للأمراء والأجناد فيقول: "إنكم في هذه الكرة منصورون" فيقولون له: قل إن شاء الله، فيقول: "إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً"، يقول المؤرخون: إن شيخ الإسلام ابن تيمية ما قال هذا الكلام؛ إلا لما رآه من أخذ الجيش بمقومات النصر، وأسباب التمكين، إضافة إلى أنه كان يتؤول أشياء مثل قول الله – تعالى -: {ذلك ومَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عوقِبَ بهِ ثمَّ بُغِيَ علَيهِ لَيَنْصُرُّنَّهُ اللهُ}، وهذا ما يلوح جلياً في معركة فرقان غزة التي التقى فيها جنود الحق بجنود الباطل، وخاضوا حمى معركة ضروس، جيَّش فيها الكفر كل قواه، وسخَّر كل عتاده؛ ليدك معاقل الحق، ويبيد من المجاهدين عصبتهم، ويستأصل شأفتهم حتى لا تقوم للجهاد قائمة في تلك البقعة المتاخمة من الأرض.

غير أن المتأمل في المعركة التي لم تنتهِ فصولها بعد؛ يجد بروق النصر تبزغ رغم قهر الظلام، وتشع على جدار المآسي  والآلام، فهم مع ما انتابهم من ابتلاء، وما أصابهم من اللأواء، ومن قنابل الكفار، وكلام أهل الأهواء، ومع ما طالهم من كلام كذاب مسرف، ونقَّاد مجحف، ومخذل مرجف؛ إلا أن صمودهم أمام أعظم ترسانة بشرية في الشرق الأوسط يجيء بمبشرات لنصر قادم يكتبه الله من نصيب هذه الثلة المرابطة على الثغور في سبيل الله في أرض غزة.

أخي الكريم: إننا بحاجة تامة إلى أن ندرك أن أعظم النصر في ميزان النبلاء هو فوز المبادئ والقيم، ولذا قال الله – عز وجل – عن جنة المؤمنين بعد عرض قصة أصحاب الأخدود، وما حصل لهم من الإبادة الجماعية حرقاً؛ بسبب ثباتهم على دينهم ومبادئهم {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}1، ومن قبلهم الغلام الذي أرشد الملك لكيفية قتله أمام الناس؛ ليَدخُل بعد ذلك قومه كلهم في دينه، حينها يعلن في الملأ انتصار المبادئ، ولو غامر هذا الغلام بحياته، وأرخص روحه في سبيل ما اعتقده وآمن به.

ولذا لا تجد اليوم من يلوم الجزائريين على التضحية بمليون شخص منهم للتحرر من الاستعمار، ولا تجد من يلوم الشعب الليبي على التضحية بنصف الشعب "700" ألف كذلك, ولا تجد من يلوم الشعب الفيتنامي على التضحية بثلاثة ملايين فيتنامي, فكيف يصح بعد ذلك لوم الفلسطينيين على التضحية بـ1300 شهيد، و5000 جريح؛ وقد يزيدون قليلاً، وهم لا يشكلون إلا ما نسبته 1 من 300 من أهل غزة؟ ومع هذا نحسبهم والله حسيبهم قافلة في مواكب الشهداء: {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}2، والشهادة بحد ذاتها مكسب عظيم، ومغنم جزيل، فقد جعلها الله الدرجة الثالثة في الجنة بعد درجتي الأنبياء والصديقين!!.

ومع هذا فدعنا نعيش مع بشائر النصر، وبوارق الفجر التي لاحت في معركة فرقان غزة:

أولاً: تسلح تلك العصبة المرابطة على ثغور غزة بالإيمان الذي هو أعظم سلاح بيد المجاهدين، حتى قال قائدهم المغوار: فلتبشر إسرائيل فإنا قد أعددنا لها قنبلة نووية إذ أخرجنا من مساجدنا في شهر واحد 400 حافظ لكتاب الله، والله – جل جلاله – علَّق الاستخلاف في الأرض بتمكن الإيمان من القلوب فقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الارْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}3، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}4، والمشاهد يرى كيف أن هذه العصبة كان منطلقها الدين في: معركتها، وخطاباتها، وواقعها، ولم يبق لهم إلا موعود ربهم.

ثانياً: أن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويهزم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة؛ فكيف بكافر ظلم المسلمين، وحارب الدين، وعاث في الأرض خراباً ودماراً وفساداً؟

ثالثاً: استفراغهم للوسع وقد قال الله – سبحانه وتعالى -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا}5 فهؤلاء أهل الإسلام والصلاح استعدوا بالتخطيط والسلاح، وتقووا بما هو متاح، وإذا استفرغ العبد وسعه إذعاناً لأمر الله {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}6 لم يبق إلا ما تكفل الله به، وكفى بالله وكيلاً، وكفى بالله نصيراً، وهؤلاء الرجال قد استعدوا للقتال بحسب الحال، وعلى الله الاتكال، وما لنا من دونه من وال وقد قال: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى}7.

رابعاً: أن اشتداد الأزمة إيحاء بانبلاج الفرج، وإخواننا هناك قد ضاق عليهم الخناق، وتخلى عنهم الرفاق، وبلغ حالهم ما وصف الله – سبحانه وتعالى – به أهل الوفاق من المؤمنين في غزوة الأحزاب والتلاق: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}8، ومع هذا انكشفت المعركة عن انتصارهم وجلاء الكفار عنهم، وما أشبه حال أهل غزة اليوم بهم، فهم في حصار وانقطاع المؤن، وتكالب القريب والبعيد، لكن عزاءهم ((أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً..))9 وقد قيل: اشتدي يا أزمة تنفرجي.

خامساً: دعوات المؤمنين الصادقة؛ وابتهالاتهم الضارعة لإخوانهم في الغدو والإبكار، والصلوات والأسحار، وقد قال سبحانه: {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}10، فلا تظن يا أخي أن سائل الله يخيب؟ أو أنه سبحانه يدعى فلا يجيب؟

خامساً: انتقام الله لعباده: للشيوخ الركع، والصغار الرضع، انتقامه للثكالى والأرامل والأيتام، كم في المحاريب من مصل صريع؟ وكم في المستشفيات من سقيم وجيع؟ وقد قال نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ((وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم))11؟، وانتقام الله لدينه؛ لبيوته التي هدمت، وصحفه التي مزقت، وشريعته التي أزهقت: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً}12.

وهناك أمر لا بد أن نعلمه جيداً فمنذ احتلال فلسطين قبل ستين عاماً؛ فإن المعركة تعتبر أول معركة حقيقية تجري بين المقاومة الفلسطينية الإسلامية وبين اليهود على أرض فلسطين، وهذا تحول تاريخي، ونقلة كبرى، وستتلوها بإذن الله معارك تحرير كل فلسطين.

لقد اكتسح اليهود عام 67م في أربعة أيام فقط جيوش ثلاث دول عربية، واحتلوا مساحات شاسعة من أراضي عربية، والآن يقفون منذ أسابيع عاجزين أمام منظمة جهادية محاصرة عددها بضعة الآف، وعدتها رشاشات، وقذائف صغيرة وألغام، ومع هذا يقف اليهود مترددين خائفين من الدخول حتى للمناطق المكشوفة إلا بعد عشرة أيام من القصف الجوي الهائل، ويعجزون عن الدخول حتى وسط المدينة بدباباتهم رغم مرور هذه الفترة كلها.

إنَّ يهودياً واحداً داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقب حرب سبعة وستين مع ثلاث دول عربية، وها نحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف يدخلون إلى الملاجئ، ويعطلون دراستهم، ويبكون!! حيث طالت صواريخ المقاومة "العبثية" ما لم تطله طائرات الجيوش العربية المتطورة، والباهظة السعر والتكلفة.

وإنّ مسئولا يهودياً واحداً لم يساوره القلق عشية حرب سبعة وستين، وها نحن اليوم في حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيراً يهودياً متطرفاً يغلبه الفزع، ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته!!، وصدق الله: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}13، {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}14، {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ}15، {اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}16، ولا قيمة للسلاح بيد جبان يحرص على حياته، ويستمريء الذل والهوان كي يحافظ عليها.

أيها الكرام: إن التفاؤل في غمرة الأزمات منهج نبوي، حيث بشّر سراقة بسواري كسرى وهو – صلى الله عليه وسلم – مطارد من مكة إلى المدينة، وبشر الصحابة بفتح الشام، واليمن، وبلاد فارس أثناء حفر خندق غزوة الأحزاب، وتفاؤلنا بمجريات الأحداث في غزة لا يعتمد فقط على النصوص الشرعية المبشرة بالنصر، ولكن ومن باب ليطمئن قلبي تجد له الكثير من الشواهد الواقعية في الأحداث، ولعل غداً لناظره قريب، والنصر صبر ساعة، وقد قال الله – سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}17، وقال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}18، وجاء عن أبي أمامة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك))، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ((ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس))19.

نسأل الله العلي العظيم أن يقرَّ أعيننا بنصر من عنده قريب عاجل يشفي به غيظ صدرونا، ويفرح به كمد قلوبنا، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم وبارك على النبي والنذير البشير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


 


1 سورة البروج (11).

2 سورة آل عمران (169-170).

3 النور (55).

4 سورة الصافات (173).

5 سورة الطلاق (7).

6 سورة الأنفال (60).

7 سورة الأنفال (17).

8 سورة الأحزاب (10).

9 رواه أحمد برقم (2666)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع برقم (11752).

10 سورة الفرقان (77).

11 رواه البخاري برقم (2681).

12 سورة الإسراء (51).

13 سورة البقرة (61).

14 سورة البقرة (96).

15 سورة الحشر (14).

16 سورة المائدة (24).

17 سورة محمد (7).

18 سورة الحج (39).

19 رواه أحمد برقم (21286)، وقال الألباني: رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " المسند، ورواه الطبراني في "الكبير"، وفي "المجمع" (7/288): "رواه عبد الله وجادة عن خط أبيه، والطبراني، ورجاله ثقات" كذا قال فيه، وما علمت عن حال الحضرمي، حكم عليه الذهبي وغيره بأنه واهي. والله أعلم.