دور المرأة في الحج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندما نذكر الحج نذكر أحكام المرأة الخاصة بها وما يترتب عليها، ولكن قلما نذكر دورها
فلماذا الحديث عن دور المرأة؟
ولماذا في الحج أيضاً؟
1- للمرأة دور بارز في بداية الإسلام وأحداث السيرة وأحداث التاريخ الإسلامي، القديم منها والجديد.
2- تمثل المرأة نسبة عالية من أهل الإسلام فهي كل المجتمع لا نصفه، فهي النصف وتلد النصف الثاني وترعاه فدورها مهم وآثاره عميقة.
3- لأن المرأة في الحج تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث بيان الأحكام الخاصة بها، ونقاش قضاياها والاهتمام بشؤونها.
4- لأن الحجاج – ومنهم النساء – يقبلون على الله ويتفرغون للعبادة بانشراح صدر وراحة بال وطمأنينة نفس.
فقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله علنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الجهاد،
قالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ " قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور" أخرجه البخاري (1520، 2784).
فضل ووجوب الدعوة إلى الله:
لاشك أن الدعوة إلى الله أصبحت واجبة وجوباً عينياً على الرجل والمرأة، خصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه الشر والخبث، وقل فيه العلم وقل فيه الدعاة، وتخلى أهل العلم إلا من رحم ربي-عن واجبهم، وكثر الناس وتشعبوا في الأرض.
ومن وجه آخر: فإن للدعوة فضائل عديدة وآثار حميدة لا تخفى على أدنى الناس عناية بعلوم الكتاب والسنة، ومنها:
– الحسنات.
– محو السيئات.
– رفع الدرجات.
– انشراح الصدر.
– راحة البال.
– محبة الله.
– القبول في الأرض.
– البركة في الوقت والعمر.
– صلاح الأهل والأولاد.
• أثر وثمار الدعوة النسائية:
1- الدعوة في وسط النساء ناجحة وبكل المقاييس لعدة اعتبارات:
– القبول.
– العاطفة والتأثر السريع.
– التفاعل والحماس للفكرة.
– قلة مؤثرات الفساد بالنسبة للرجل.
– الفراغ النسبي الذي يجعل للدعوة مجالاً للمزاحمة في نفس المرأة.
2- لصلاح المرأة أثر كبير على صلاح الرجل، أباً وزوجاً وابناً.
3- لصلاح المرأة أثر كبير على صلاح المرأة، أماً وأختاً وابنةً وقريبة وصديقة وسائر النساء بصفة عامة.
دورك في الحج:
1- الحرص على فقه الحج من خلال الكتاب والسنة.
2- الحرص على توعية أخواتك من الحاجات على مسائل الحج من خلال نقل فتاوى العلماء لهم وتوزيع الكتب والأشرطة المهمة، والمدارسة معهن في بعض الأحكام في الحج.
3- الإكثار من أعمال البر والطاعات خصوصاً ما يتعدى نفعه للآخرين مثل:
إفشاء السلام وإطعام الطعام ونشر العلم والوعظ والتذكير والنصح والإرشاد وبذل المال.
4- الحرص على أبواب العبادات والتعاون مع أخواتك الحاجات في ذلك مثــل:
-إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة لما في ذلك من الأثر.
-قيام الليل ففيه تعاون وتواصي ومجاهدة في العبادة.
-مدارسة القرآن وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.
-التقليل من الكلام بلا فائدة والاشتغال بذكر الله كثيراً.
5- ترك الجدال في مسائل الحج ومن باب أولى ترك الجدال في مسائل الدنيا والقضايا الشخصية، فكم قست بهذا الجدال قلوب وضاعت أوقات وفاتت طاعات وسبب مشاحنات وقطيعات، قال – عز وجل -: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة: 197).
6-اجعلي أختي الحاجة من أهدافك في الحج التأثير على بعض الأخوات ودعوتهن إلى الله من خلال القدوة والسلوك الحسن فإن حسن الخلق، وطيب الكلام، وإطعام الطعام والتعاون على البر والتقوى من أفضل القربات إلى الله في مثل هذه الأوقات الفاضلة ولها تأثير دعوي قوي عن جابر عن النبي قال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة قالوا: وما بر الحج يا رسول الله؟ قال: إطعام الطعام وإفشاء السلام)) حسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 3765..
7- أختي الحاجة: احذري وحذري من منكرات النساء في الحج مثل:
التبرج و الاختلاط، والتبذير بالمال والغيبة والنميمة والقيل والقال والسخرية والإزدراء من أخواتك الحاجات من جميع الجنسيات فما جمعك بهن في هذا المكان إلا من تركتي المال والأهل والولد من أجله – سبحانه وتعالى -..
وغير ذلك من المنكرات التي لا يتسع المقام لذكرها.
8- اتخذي لك صحبة صالحة وتعاون ّ على إقامة الحلقات القرآنية التي يكون فيها تصحيح التلاوة لكثير من الحاجات وأهتمي كثيراً بسورة الفاتحة لأني وجدت مع الأسف الكثير من الحاجات لا تتقنها بل يوجد لديهن أخطاء تخل بالمعنى والله المستعان، وكذلك اهتمي بحلقات الذكر، و المناصحة بين الحاجات.
9- أختي الحاجة خذي معك مجموعة من المطويات العلمية والدعوية، باللغة العربية واللغات الأخرى لتوزعيها على من تلقين من الحاجات، وفي هذا أثر كبير على المدعوات وهي لا تكلفك مادياً ولا تثقل في الحمل.
وأخيراً أسأل الله لكِ أختي الحاجة حجاً مبروراً وعملاً متقبلاً ودعوةً لله مؤثرة.
27-11-1425
المصدر : http://www.islamselect.com/mat/37910