آداب الاستئذان والزيارة

آداب الاستئذان والزيارة

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الاستئذان أدب رفيع يدل علي حياء صاحبه وشهامته، وتربيته وعفته، ونزاهة نفسه وتكريمها عن رؤية ما لا يجب أن يراه عليه الناس، أو سماع حديث لا يحل له أن يسترقه دون معرفة المتحدثين، أو الدخول على قوم وإيقاعهم بالمفاجأة والإحراج، ومع تقدم الحضارة، وصناعة البيوت المقفلة، والأبواب المحكمة؛ ما زال هناك من يدخل دون سلام، أو يغشى غرفة غيره، أو يقتحم مجلسا دون إعلام واستئذان، ولذلك حرصنا على أن يكون كلامنا عن آداب الاستئذان والزيارة التي جاء بها ديننا الحنيف قبل أن يعرف الناس أصول الأعراف، وفن المعاملات، وحسن التعرف واللباقة في البيوت والمجتمعات.

تعريفه:

الاستئذان هو طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن.

حكمه:

يحرم على الإنسان أن يدخل بيت غيره من الناس إلا باستئذان لقوله – عز وجل -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا1.

الحكمة من الاستئذان:

صيانة حرمات البيوت، وعدم هتك أستارها، وعدم النظر بداخل البيت لحديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: اطلع رجل من جُحرٍ في حُجَر النبي – صلى الله عليه وسلم -، ومع النبي – صلى الله عليه وسلم – مدري – أي مشط – يحك به رأسه فقال: ((لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جُعل الاستئذان من أجل البصر))2.

صفة الاستئذان:

عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في بيت فقال: أألج، فقال – صلى الله عليه وسلم – لخادمه: ((اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم أأدخل))، فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل، فأذن له النبي – صلى الله عليه وسلم – فدخل.3

أين يقف المستأذن:

عن سعد بن عباده – رضي الله عنه – قال: جاء رجل فقام على باب النبي – صلى الله عليه وسلم – يستأذن مستقبل الباب، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((هكذا عنك، فإنما الاستئذان من أجل البصر))4.

كيف يقف عند الباب:

عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول :((السلام عليكم))5.

يخبر المستأذن عن اسمه:

عن جابر – رضي الله عنه – قال: أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – في دَيْن كان على أبي، فدققت الباب فقال: ((من ذا؟)) فقلت: أنا، فقال: ((أنا أنا)) كأنه كرهها.6

قال ابن الجوزي: إن السبب في كراهة قول "أنا" أن فيها نوعاً من الكبر، كأن قائلها يقول: أنا الذي لا أحتاج إلى أن أذكر اسمي أو نسبي.

الاستئذان ثلاثا:

عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أستأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع))7.

الحكمة من تثليث الاستئذان:

قال ابن عبد البر في التمهيد: قال بعضهم: المرة الأولى من الاستئذان: استئذان، والمرة الثانية: مشورة، هل يؤذن في الدخول أم لا، والثالثة: علامة الرجوع ولا يزيد على الثلاث. أهـ

السلام أم الاستئذان:

قال النووي في شرح صحيح مسلم: أجمع العلماء أن الاستئذان مشروع، وتظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة، والسنة أن يسلم ويستأذن ثلاثاً فيجمع بين كليهما السلام والاستئذان كما صرح به القرآن، واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام ثم الاستئذان، أو تقديم الاستئذان ثم السلام؟

الصحيح الذي جاءت به السنة، وقاله المحققون: أنه يقدم السلام فيقول: السلام عليكم أأدخل؟ والثاني: يقدم الاستئذان، والثالث: هو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عينا المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدم السلام ولا يقدم الاستئذان، وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حديثان في تقديم السلام.

يعمل بعلامة في الإذن:

قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك))8، قال النووي: وفيه دليل لجواز اعتماد العلامة في الإذن في الدخول.

إلقاء السلام على أهل البيت:

قال تعالى: فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً9، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((أفشوا السلام بينكم))10.

رد التحيه بأحسن منها:

يجب على أهل البيت أن يردوا التحية بمثلها أو أحسن منها لقوله – تعالى -: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا11.

المصافحة:

عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا))12.

تعليم الصغار الاستئذان:

قال – تعالى -: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ13، وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: "كان إذا بلغ بعض ولده الحلم لم يدخل عليه إلا بإذن"14.

الاستئذان قبل الدخول:

قال ابن مسعود – رضي الله عنه-: "عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم"15، وعن عطاء قال: سألت ابن عباس فقلت: "أستأذن على أختي؟" فقال: نعم، قلت: إنهما في حجري؟ قال: "أتحب أن تراهما عريانتين"، وعن مسلم بن نذير قال: "سأل رجل حذيفة أستأذن على أمي؟ قال: إن لم تستأذن عليها رأيت ما تكره"16.

لا يجب الاستئذان على الزوجة:

وقال موسى بن طلحة: "دخلت مع أبي على أمي فدخل واتبعته، فدفع في صدري، وقال: تدخل بغير إذن"17.

ينبغي أن لا يدق الباب بعنف:

عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال: "إن أبواب النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت تقرع بالأظافر"18، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وهذا محمول منهم على المبالغة في الأدب، وهو حسن لمن قرب محله من بابه، أما من بعد عن الباب بحيث لا يبلغه صوت القرع بالظفر فيستحب أن يقرع بما فوق ذلك بحسبه. أهـ.

النهي عن الإنحناء والتقبيل:

عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رجل: يارسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: ((لا))، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: ((لا)) قال: أفياخذ بيده ويصافحه؟ قال: ((نعم))19.

لا يقيم أحداً من مكانه:

عن ابن عمر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يقيم الرجلٌ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه))20.

الجلوس حيث ينتهي المجلس:

عن جابر بن سمره – رضي الله عنه – قال: "كنا إذا انتهينا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – جلس أحدنا حيث ينتهي"21

تحريم حب قيام الناس له:

خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار))22.

التفسح في المجلس:

قال – تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ23، وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: "نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا"24.

الجلوس في موضع سيعود إليه صاحبه:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به))25.

لا يجلس بين رجلين:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما))26.

إكرام الضيف:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))27.

مدة الضيافة:

عن أبي شريح الكعبي – رضي الله عنه – قال: "والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقه"28.

حسن الكلام:

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))29.

حفظ اللسان:

قال – تعالى -: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ30، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((آية المنافق ثلاث:… وإذا حدث كذب))31، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة نمام))32.

البعد عن الجدال:

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً))33.

البعد عن التكلف في الكلام:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون))34.

الثرثارون: الذين يكثرون الكلام.

المتشدقون: المتكلمون بملء أفواههم تفصحاً وتعظماً لكلامهم.

المتفيهقون: المتكبرون في الكلام.

تحريم الاستماع إلى حديث القوم وهم لذلك كارهون:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صُبّ في أذنيه الآنك))35.

حسن النية بالضيافة:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً))36.

الاهتمام بمجالسة الصالحين:

عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي))37.

حسن الملاطفة والعشرة:

قال – تعالى -: وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ38، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))39.

عدم الإكثار من الضحك:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تكثروا من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب))40.

أمانة المجلس:

قال – صلى الله عليه وسلم -: ((المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق))41.

لا يتناجى اثنان دون الثالث:

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه))42 قال الخطابي: وإنما قال "يحزنه" لأنه قد يتوهم أن نجواهما إنما هي سوء رأيهما فيه، أو لدسيسة غائلة له. أ.هـ.

ذكر الله في المجلس:

عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يجلس قوم مجلساً لا يصلون فيه على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا كان عليهم حسرة))43، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده))44.

الاستئذان عند الذهاب:

عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه))45 قال الألباني: في الحديث تنبيه على أدب رفيع وهو أن الزائر لا ينبغي أن يقوم إلا بعد أن يستأذن المزور. أ. هـ.

كفارة المجلس:

عن أبي برزة – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك))46.

السلام في نهاية المجلس:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة))47.

وفي الختام نسأل من الله التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين.


1 سورة النور (27).

2 رواه البخاري برقم (5580).

3 رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (ج2 ص667).

4 المرجع السابق.

5 المرجع السابق.

6 رواه مسلم برقم (2155).

7 رواه البخاري برقم ( 1956).

8 رواه مسلم برقم (2169).

9 النور (61).

10 رواه البخاري برقم (27).

11 النساء (86).

12 رواه ابن ماجه برقم ( 3703) وصححه الألباني.

13 النور (59).

14 رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (1058) وقال الألباني: صحيح (ج1ص364).

15 رواه البيهقي برقم (13334) قال المحقق حمدي بن عبد المجيد السلفي : ورواه أحمد (5/ 108-109) والنسائي (3/216-217) من طريق شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد الله بن خباب عن أبيه وكذلك رواه المصنف في المعجم الكبير وسيأتي ورواه المصنف من طريق ضعيف إلى الزبيدي عن عبد الله بن الحارث به.

16 رواهما البخاري في الأدب المفرد برقم (1059) وصححه الألباني (ج1ص364).

17 رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (1061) وقال الألباني ضعيف الإسناد موقوف (ج1 ص 364).

18 رواه البخاري في الأدب المفرد(ج1 ص 364).

19 رواه الترمذي برقم (2728)وحسنه الألباني.

20 رواه البخاري برقم (869).

21 رواه أبو داود برقم (4825) وصححه الألباني برقم (330).

22 رواه أبو داود برقم (5229) وصححه الألباني.

23 المجادلة (11).

24 رواه البخاري برقم (869).

25 رواه مسلم برقم (2179).

26 رواه أبو داود برقم ( 4844) وحسنه الألباني.

27 البخاري برقم (6111).

28 المرجع السابق.

29 المرجع السابق.

30 ق (18).

31 رواه البخاري برقم ( 5744).

32 رواه مسلم برقم (105).

33 رواه أبو داود برقم (4800) وحسنه الألباني.

34 رواه الترمذي برقم (2018) وصححه الألباني.

35 رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (1159)  وصححه الألباني.

36 رواه ابن ماجة برقم ( 1443) وحسنه الألباني.

37 رواه أبو داود برقم ( 4832) وحسنه الألباني.

38 آل عمران (159).

39 رواه مسلم برقم (4760).

40 رواه ابن ماجه برقم (4193) وصححه الألباني.

41 رواه أبو داود برقم (4869) وحسنه الألباني.

42 رواه مسلم برقم ( 2148).

43 رواه أبو داوود برقم (4855)، وحسنه الألباني.

44 رواه مسلم برقم (2699).

45 قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم 583 في صحيح الجامع.

46 رواه أبو داود برقم (4859) وقال الألباني: حسن صحيح.

47 رواه أبو داود برقم (2706) وصححه الألباني.