مقترحات لإحياء دور المساجد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن دور المسجد كبير في خدمة المجتمع، وهذا ما كان عليه سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم -، فلقد كان للمسجد دور في خدمة المجتمع من عهد نبينا محمد بن عبد الله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – إلى عهد قريب، ولكن بعد توسع نطاق المعمورة كان لزاماً إقامة إدارات ترعى شؤون المجتمع وما يحتاجه الناس، غير أنه بقي للمسجد دور فعال أيضاً، وخاصة أن الناس بحاجة ويتلهفون لذلك.
وهذه بعض الاقتراحات لإحياء دور المسجد علَّ الله أن ينفع بها:
• الاقتراح الأول/ الحلقات القرآنية: فلو بدأ المسجد بفتح حلقات للقرآن، ولو كانت حلقة واحدة أو حلقتين مثلاً وذلك في البداية لئلا نبدأ بداية كبيرة فيكون هناك خلل،
فالبداية يسيرة حتى يتطور العمل ولو كان مبدئياً حلقة أو حلقتين للابتدائي، وواحدة أو اثنتان للمتوسط لكان ذلك حسناً؛ فإن الشباب في هذا السن كالعجينة باليد يحتاجون إلى من يربيهم التربية الإسلامية المستقاة من الكتاب والسنة خاصة مع انشغال الآباء عن أولادهم، أو تشاغلهم بالمغريات التي أحاطت بالجميع إلا من رحم ربك، والحلقات القرآنية هي أولى من يقوم بذلك، فلعل الله أن يجعل منهم الإمام والفقيه، والعالم والمهندس، والطبيب؛ الذين يدلون الناس على الخير، وينفعون أمتهم ومجتمعهم، ولو استؤجرت لذلك حافلة مبدئياً لنقل الطلاب لكان ذلك حسناً.
• الاقتراح الثاني/ استقطاب أحد المقرئين ممن يحملون القراءات، ومن أهل الخير والصلاح والتقى، ويكون مسكنه قريب من المسجد حتى يكون متواجداً دوماً في المسجد،يقرئ الناس من الكبار والجامعيين ومن أراد إجازة، وإذا رؤي أن العدد كثير فيؤتى بآخر، وهذا الشخص سيحيي المسجد – بإذن الله -.
• الاقتراح الثالث/ إقامة دار نسائية إن كان بالإمكان فتح دار نسائية مجاورة للمسجد، أو قريبة منه فذلك حسن، والنساء بحاجة إلى ذلك لأنها بذلك تقتل الفراغ الذي تعيشه في بيتها بما يعود عليها بالنفع في الدنيا والآخرة، ولو بُدئ ذلك بشيء يسير كان أولى وأحرى أن تستمر – بإذن الله -، وأيضاً من فوائد إقامة الدار زيادة عدد الطلاب في الحلق لأن أهلهم سيأتون للدار القريبة من المسجد، والأفكار في ذلك كثيرة.
• الاقتراح الرابع/ لقاء مفتوح شهري مع أحد كبار العلماء ولو كان هناك تنسيق سنوي لذلك كان ذلك حسنا يبتدئ الشيخ بحديث خاص ثم تطرح الأسئلة ويسجل هذا اللقاء ويطبع باسم المسجد حتى يستفاد منه.
• الاقتراح الخامس/ الكلمات عقب الصلوات أو بين الآذان والإقامة: إن الناس قد ملوا كثيرا من المحاضرات فلهذا تجد أنه لا يحظر المحاضرات إلا النزر اليسير من الناس،ولحل ذلك يكون جدول للكلمات في كل أسبوع كلمه ويكون التنسيق له وإعداده سنوي أو نصف سنوي ويا حبذا أن تراعى في الكلمات المواضيع النازلة بالناس في وقتهم وتكون مدتها لا تتجاوز خمس عشرة دقيقه لئلا يسئم الناس ويملوا.
• الاقتراح السادس/ يكون في المسجد درس علمي أو أكثر في وقت المغرب في الفقه أو العقيدة، أو الحديث، أو التفسير مثلاً يومين في الأسبوع أو ثلاثة، ويفضل أن تكون لأحد المشايخ أو طلبة العلم المعروفين.
• الاقتراح السابع/ يجعل في المسجد مكانا مهيأ يوجد به هاتف ويكون لأحد المشايخ وطلبة العلم المعروفين يأتي فيه يوم في الأسبوع، يستقبل فيه اتصالات الفتاوى، ويأتيه في مكانه من يستفتيه سواء كان ذلك مرة أو مرتين لشيخ واحد باستمرار أو لأكثر من شيخ كأن يكون اثنان في كل أسبوع أحدهما، وذلك لأن الناس بحاجة إلى مفتين يوضحون لهم أمر دينهم خاصة مع المستجدات والمتغيرات، وكثرة من يفتي ممن ليس بأهل للفتوى،
ومما يدل على حاجة الناس إلى مفتين ما نسمعه من كثرة المستفتين المتصلين على برامج الفتاوى الإذاعية والتلفزيونية، ويعلن عن ذلك في المسجد وبين الناس، وفي الصحف،
وتكون فترة جلوس الشيخ مثلاً ساعتين في الأسبوع، ويحدد اليوم بالاتفاق مع الشيخ حتى يعلن عنه.
• الاقتراح الثامن/ لو كان هناك محاضرة نسائية لإحدى الداعيات المعروفات شهرياً،أو كل شهرين في مصلى النساء في المسجد، أو إذا وجدت دار نسائية ففي الدار، أو يكون اللقاء خاص بالنساء، ويلقي المحاضرة أحد العلماء، ويجيب عن أسئلتهن.
• الاقتراح التاسع/ توزيع هدية شهرية على المصلين في المسجد تحتوي على مطوية وشريط وسواك مثلاً، أو غير ذلك والأفكار كثيرة، وتكلفتها يسيرة، ويوزع الهدايا طلاب الحلق بعد صلاة المغرب والعشاء في يوم واحد من أيام الشهر.
• الاقتراح العاشر/ إقامة دورات في المسجد توافق الزمن أو الوقت، فقبيل رمضان تقام دورة عن الصيام والقيام وأحكامه لمدة ثلاثة أيام، وقبيل الحج كذلك، وقبيل الإجازات تقام دوره عن السفر وأحكامه، وأحكام الأعراس، وقبيل الربيع تقام دورة عن الرحلات وآدابها، وأحكامها وأحكام الصيد، وتقام دورة في الفتن، ويستضاف للدورات العلماء الأجلاء.
• الاقتراح الحادي عشر/ تقام محاضرة كل شهرين لشخص بارز في موضوع بارز ولو اتفق مع الشيخ على موعد ولو بعد سنة كان ذلك حسناً.
• الاقتراح الثاني عشر/ إقامة خيمة دعوية بجانب المسجد تقام بالتعاون مع مركز الدعوة، وتفعل هذه الخيمة بإقامة معارض دعوية، وبالإمكان الاستفادة من مركز الدعوة بحي الروضة الذي ابتكر هذه الفكرة وطبقها.
• الاقتراح الثالث عشر/ وضع حامل لكتب الجاليات والأشرطة في آخر المسجد، وهذا متوفر في مكاتب الدعوة والجاليات.
• الاقتراح الرابع عشر/ إقامة مسابقه خاصة بالمسجد كمسابقة على أحد الكتب، ويشترك فيها من أراد، وتكون جوائزها قيمة، وتكون المسابقة دورية كل أربعة أشهر، ففي السنة ثلاثة مسابقات، ويراعى في ذلك المواسم.
• الاقتراح الخامس عشر/ أن يتولى إمام المسجد أومن ينيبه الزكوات والصدقات فيستقبلها منهم ويصرفها في مصارفها، أو يكون كالوسيط بينهم وبين المؤسسات الخيرية، وكذلك في المواسم وزكاة الفطر.
وبعد هذا نسال الله أن يبارك في الجهود، وأن يجعلها في ميزان الحسنات، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً1.