رحلة لكبار السن
يقولون لكل عصر أيديولوجياته وإفرازاته، وعلى الفرد أن يتكيف مع عصره وفق أسس دينه، ومبتغى شريعته، وهنا يأتي الحمل الأعظم على الدعاة لينطلقوا بركاب الصحوة الغراء، مواكبين الواقع المتمدن بأصالة الماضي، والتفتق على الحاضر، مراعين رسوخ الثوابت، والالتفاف حول المبادئ.
ومن جملة إفرازت العصر الحديث تلك الرحلات بمختلف تشعباتها (كشفية، علمية، ترفيهية، تطلعية، تعبدية …)، وحديثنا عن الرحلات الترفيهية:
والسؤال هنا هو عن كيفية تسخير ها في الدعوة إلى الله؟
فنحب أن نفتح لك أخي الداعية آفاقاً جديدة لكسب القلوب إلى الخير عن طريق هذه الرحلات مع فئة أغفلناها كثيراً عن مثل هذه البرامج، بالرغم من آثرها الإيجابي، ونتائجها المثمرة.
نعم أنها رحلة لكبار السن.
الفكرة:
من المعلوم أن الرحلات شيء محبب للنفوس، ومؤنس للقلوب، والرحلات كأسلوب من أساليب الدعوة يعد وسيلة ناجحة لكسب القلوب، وتآلف النفوس، فجدير بالداعية في حيه إلا يفوِّت هذه الفرصة السانحة ليقود القافلة إلى حيث الغاية من خلقها.
تقوم الفكرة على جمع إمام المسجد للآباء وكبار السن في الحي، والخروج بهم في رحلة ترويحية ترفيهية إلى منطقة ملائمة، يعيشون خلالها جو الأسرة الواحدة، بتنسيق مبكر، وإعداد مسبق؛ لتؤتي الرحلة ثمارها يانعة، وتبقى نواة لرحلات قادمة.
أهداف الرحلة:
1- الخروج من رتابة الحي إلى آفاق رحبة من الفسحة والتنفيس المنضبط.
2- خلق أجواء لتقوية المحبة والترابط والتآخي.
3- ملائمة الفرصة لتوجيههم وإرشادهم بما يخصهم ويعني أسرهم وذويهم وحيهم.
4- كسب قلوبهم ليشكلوا بذلك دعائم مساندة للمسجد، ومدرسة التحفيظ، وتحقيق أهدافك الدعوية في الحي.
إياك وإغفالها:
1. التذكير بإخلاص العمل، واحتساب الأجر والثواب من الله – عز وجل -.
2. تحلي الداعية بالصفات التي تؤهله لأن يكون أهلاً للمسئولية من الخبرة والدربة، والصبر والمشاورة.
3. الاستفادة من الطاقات الشبابية الجيدة في المسجد ليكونوا ردفاً وعوناً للأمير في الرحلة.
4. التخطيط لا التخبيط.
خطوات التخطيط:
أولاً: الاستعداد المادي والاجتماعي للرحلة، وذلك على ضوء:
– طرح الفكرة في وقت مبكر، والتشجيع للتفاعل معها.
– حصر عدد المشاركين في الرحلة.
– تحديد الفترة الزمنية التي تستغرقها الرحلة (يوم، أسبوع) أكثر أم أقل.
– تحديد مكان الرحلة، ويراعي الآتي:
– قربه نسبياً من المنافع العامة.
– سهلاً غير وعر.
– واسعاً غير ضيق.
– تمتعه بمسحة القرية والطبيعة الخلابة.
– توفير مستلزمات الرحلة ومتطلباتها قبل الرحلة بوقت كاف:
أ/ مستهلكات (التغذية).
ب/ مستلزمات أساسية (أدوات الرحلة، وسائل النقل ..).
ج/ مستلزمات شخصية (الأوراق النظامية، العفش الشخصي).
– التأكيد على ضرورة حضور الشخصيات البارزة والمؤثرة في الحي.
ثانياً: الاستعداد الثقافي للرحلة:
البرامج الثقافية في الرحلة هي روحها وجوهرها، وبقدر ما يكون البرنامج فاعلاً ومفيداً بقدر ما تكون الرحلة ناجحة لها وقعها وذكرياتها الخالدة في نفوس هذه الفئة، وبما أن كبار السن هم المعنيين فلا بأس من عملية بلورة لهذه البرامج لتتناسق مع أمزجتهم، وحتى تنجح لابد من مراعاة أمور:
* تأمين الأدوات التي تخدم البرامج في الرحلة (مكبر الصوت، جهاز التسجيل، لوحات، أقلام، دفاتر…)
* تنسيق البرامج الثقافية، وتحديد المسئوليات فيها (المسابقات الثقافية، الدروس، الكلمات) تكون سهلة الطرح قريبة من واقعهم.
* عمل برنامج ترفيهي للطريق يديره ذوو الخبرة والمعايشة، ينطلق من سوالفيهم واهتماماتهم يتنوع بين الجدية والترويح (قصائد نبطية، من حكايات الأجداد، مواقف طريفة، روج لسلعتك وبضاعتك، مع الأخبار، محطات إيمانية "وقفة مع آيات، حفظ حديث، سماع شريط، السفر لماذا؟ أحكامه وآدابه")
* في الرحلة الأولى يستحسن أن يغلب الجانب الترفيهي، وتأخير البرامج الجادة لرحلات قادمة.
برنامج مقترح للرحلة:
ينفذ حسب ما يراه مناسباً:
البرنامج |
المقترح |
الدعوي |
– عقد دروس في مواضيع تهمهم كـ(رحلة للدار الآخرة، رسالة إلى الملك، جيل على نمط الجيل الأول، كنز الحسنات، يا من وقفت على أبواب الآخرة…وغيرها) – إلقاء خواطر وكلمات (يشارك بها المقتدرين منهم من باب إقحامهم في البرنامج) |
الثقافي والاجتماعي |
– ألعاب حركية خفيفة مناسبة لأعمارهم ( الجري لمسافات قصيرة، الطرح بالأيدي،.. – طرح مسابقة ثقافية مناسبة لمستواهم حول (بديهيات الدين " التركيز على الجانب العملي"، ألغاز سهلة، آداب إسلامية، أعلام مشهورون،…) – جلسة شاي عصرية ( أفضل سالفة، متطلبات الحي،…) – طلعة استكشافية للمنطقة – نتعارف لنتألف |
الرياضي |
– كرة قدم – كرة طائرة ويراعى الآتي: – صلاحية الملعب – قصر المدة, وتقارب أركان الملعب. – معشب غير خشن. – التوزيع لمجموعات. * ويطلب من غير المشاركين في اللعب أن يقوموا بدور التشجيع لإثارة الحماس. |
توصيات أخيرة:
– الحرص على انتقاء الشخصيات الدعوية المؤثرة للمشاركة في هذه الرحلة.
– التكريم السخي للمتفاعلين والفائزين في الأنشطة المصاحبة فلها أثر عجيب.
– تقسيمهم إلى مجموعات في الوجبات والأنشطة المختلفة بصورة غير ملزمة.
والله الموفق