رحلة جماعية لأداء فريضة العمرة

رحلة جماعية لأداء فريضة العمرة

رحلة جماعية لأداء فريضة العمرة

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..

أما بعد:

فقد شرع الله العبادات ونوعها، فمنها العبادات البدنية المحضة، كالصلاة، ومنها العبادات المالية المحضة؛ كالزكاة، ومنها العبادات المشتركة بين البدنية والمالية؛ كالحج والعمرة، فإن من أراد الحج أو العمرة فلابد أن يكون مستطيعاً لذلك استطاعة بدنية ومالية.

وللعمرة فضائل كثيرة فمن ذلك أن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب؛ لما جاء في البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). والمراد بالذنوب الصغائر، وأما الكبائر فلابد لها من توبة خاصة بها، ومن التوبة الإكثار من نوافل الطاعات والقربات ومن هذه النوافل العمرة وخاصة المتابعة بين ذلك فإن لذلك أجراً عظيماً؛ كما في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد)1.

وكما هو معلوم فإن ثواب العمل يضاعف ويزيد بحسب حال الشخص وزمان ومكان العمل، كما ثبت عن أم معقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة)2.

وبما أن العمرة لها عظيم الفضل، وكبير الأجر فإن على المسلم أن يحرص على ذلك، وأن يتابع بين الحج والعمرة، وخاصة إذا كان ميسوراً.

وبالمناسبة فإننا ندعو كل أصحاب التجمعات الدعوية كالمساجد والمدارس، والجامعات، والملتقيات، أن ينظموا رحلات جماعية للعمرة، تكون هذه الرحلات للطلاب وللمنتسبين لتلك المؤسسات، وأن يسعوا إلى أن تكون مجانية ، فإن لم يقدروا على أن يجعلوها مجانية فلتكن هناك مشاركة من الأعضاء الذين يرغبون في أداء فريضة العمرة، ولتكن هذه المشاركة رمزية..

وعلى القائمين على تنظيم مثل هذه الرحلات أن يعدوا برنامجاً دعوياً وتثقيفياً هادفاً للمعتمرين، وأن يربوا فيهم حب الله وحب رسوله وحب البذل والتضحية في سبيله، وأن يقوموا بدورة تعليمة لكيفية أداء مناسك العمرة نظرياً وعملياً قبل الرحلة أو في أثنائها يبين فيها الطريقة الصحيحة لأداء مناسك العمرة، مع الإشارة إلى الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين، وذلك  نظرياً وعملياً.

والله نسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا جميع ما يكرهه ويأباه.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


 


1 رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم (2899).

2 رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم (1599).