توفير ماء الشرب النقي
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المساجد أفضل البقاع إلى الله – تعالى-، يقصدها المسلمون لأداء العبادات فيها، فهي تحتاج إلى صيانة وعناية من قبل القائمين عليها؛ وتوفير الاحتياجات التي تظهر المسجد بالمظهر الجيد، ومن تلك الاحتياجات في المساجد أن توفر فيها مياه للشرب، وخاصة أيام اشتداد الحر، ويمكن القيام بذلك من خلال عدة وسائل:
أولاً: شراء ثلاجة كبيرة لتبريد الماء: التي تبرد الماء تلقائياً، وتنقيه عن طريق الفلتر، وهذه موجودة في الأسواق، ومن ميزاتها:
– أنها لا تحتاج إلى تعبئة بالماء إنما يتم توصيل أنبوب الماء من خزانات المسجد المرتفعة مباشرة، فتقوم الثلاجة نفسها بتصفية الماء من خلال الفلتر الموجود فيها.
– أن الماء فيها مستمر ما دام في خزانات المسجد ماء، ولا ينقطع الماء مهما كثر الاستخدام منها.
– يمكن استبدال مصفي الماء (الفلتر) بآخر نظيف إذا اتسخ الأول.
– احتواء خزان الثلاجة على كمية كبيرة من الماء البارد.
وتكون هذه الثلاجات غالباً خارج المسجد إما في صرح المسجد (رحبته) أو خارجه.
ثانياً: ثلاجات صغيرة لتبريد الماء: وحجمها صغير، وهي معروفة توضع في الأماكن العامة وفي البيوت، وهي الآن توضع في المساجد، ويكون خزان الماء بلاستيكي، ويأتي الماء معبأ من شركات التعبئة للمياه النقية، فيوضع على الثلاجة، وينكس رأسه إلى الأسفل ليدخل في رأس الثلاجة، وتحتوي هذه الثلاجات على مكان مخصص فيها لتسخين الماء بحيث يمكن لمن يريد الشرب أن يخفف الماء البارد بالماء الحار، أو يمكن أن يصنع من الماء الحار شاي أو نحو ذلك.
ومن مميزات هذه الثلاجات: أنها سهلة النقل من مكان إلى آخر، وأن فيها مكاناً لتسخين الماء، يعمل وينطفئ تلقائياً حسب الحرارة الموجودة في الثلاجة، ومن الميزات أنها خفيفة الوزن.
ثالثاً: ترامس الماء (الزمزمية): وهي معروفة يتم وضع الماء فيها، وتوضع في المكان المناسب، ويكون بجانبها أكواب الشرب.
هذه بعض الوسائل التي يتم من خلالها توفير ماء الشرب لرواد المسجد، وقد توجد طرق أخرى ووسائل جديدة، والمهم هو العناية بالمياه في المساجد بحيث تكون نقية يطمئن المصلي بها.
ملاحظات:
– ينبغي صيانة ثلاجات الماء، ومعاهدتها من الصدأ والانسداد ونحو ذلك.
– تغيير مصفي الماء (الفلتر) عند الاتساخ في الثلاجات الكبيرة.
– صيانة فرش المسجد من الماء الذي يقطر من الثلاجات الصغيرة المتنقلة.
– تفقد خزانات المساجد للتأكد من نظافتها واحتوائها على الماء بانتظام.
– تعاهد الثلاجات من الأعطال الناجمة عن طول الاستخدام أو الخلل الكهربائي ونحو ذلك، وصيانتها أو استبدالها بأخرى جديدة.
وينبغي للقائم على المسجد أن يحتسب في ذلك؛ فإن سقاية الماء بنية خالصة لله – تعالى- أجرها عند الله عظيم، كغيرها من الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم ويبتغي بها وجه الله، كما قال – تعالى-: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) سورة النساء.
وقد أثاب الله من سقى كلباً، فكيف بمن سقى إنساناً! ولا شك أن الاحتساب في هذه الأعمال وغيرها من الخير الكبير.
اللهم وفق القائمين على بيوتك لما فيه خير العباد إنك سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.