كيف تحول الأفكار إلى أموال

كيف تحول الأفكار إلى أموال

كيف تحول الأفكار إلى أموال

 

الحياة مليئة بالأسرار والعجائب، والقدرات والمواهب، لكنها عند كثير من الناس مهدرة ملغاة، فالله – تعالى- أودع في الإنسان قدرات كبيرة، وطاقات كامنة قل من استخرجها واستفاد منها وأفاد، وإن من تلك القدرات والمواهب ما يتعلق بالفكر والتفكير، وإعمال العقل في مخلوقات الله – تعالى- حتى يتولد من ذلك ثمرات يلمسها الإنسان في أرض الواقع.

وكثير من الأعمال الضخمة، والإنتاجات الكبيرة؛ ما هي إلا نواة فكرة صغيرة، ثم تم لها النجاح بعامل الوقت والمثابرة، فأصبحت مشاريع عملاقة، أو شركات كبرى، أو دول عظمى.

إننا كثيراً ما نضيع حياتنا بالتأسي على ما فات، أو الحزن مما يأتي؛ وهذا منهي عنه شرعاً وعقلاً، ولو أننا أعملنا عقولنا فيما حولنا من دنيا لارتقينا بأنفسنا وبغيرنا، وقل أن يحدث ذلك.

"لاحظ أن الموظف الذي اكتشف الكوكاكولا والمربى كانا يملكان شيئاً مشتركاً فكلاهما أدرك الحقيقة البارزة بأنه يمكن تحويل الأفكار إلى أموال بواسطة قوة الهدف المحدد، إضافة إلى الخطط المحددة.

وإذا كنت من أولئك الذين يؤمنون بأن العمل الشاق والأمانة وحدهما يجلبان إليك الغنى والثروة فانزع ذلك الإيمان من ذهنك فهو ليس صحيحاً، لأن الثروات عندما تأتي في كميات ضخمة لا تكون نتيجة العمل الشاق وحده! فالثروات تأتي إذا أتت تجاوباً مع مطالب محددة تستند إلى تطبيق مبادئ محددة، وليس إلى الحظ والصدفة.

وبشكل عام يمكن القول: إن الفكرة هي دافع فكري يحفزك إلى العمل بمساعدة الخيال، وكل البارزين في مجال المبيعات يعرفون أنه يمكن بيع الأفكار قبل بيع البضاعة، بينما لا يعرف البائع العادي هذه الحقيقة، وهذا ما يبرر عدم نجاحه في المبيع.

وقد اكتشف أحد العاملين في نشر الكتب الرخيصة الثمن حقيقة تمثل الكثير لكل العاملين في مجال نشر الكتب بشكل عام، فقد عرف أن الكثير من الناس يبتاعون الكتاب على أساس محتوياته، وهكذا ومن خلال تغيير عنوان أحد الكتب الذي لم يكن رائجاً من قبل تمكن من رفع نسبة مبيعات الكتاب إلى أكثر من مليون نسخة دون تغيير في محتوى الكتاب، وكل ما فعله هو تبديل الغلاف الذي يحمل العنوان بغلاف جديد يحمل عنواناً جديداً، ذلك الأمر على بساطته كان مجرد فكرة، وكان وليد الخيال.

لهذا لا يوجد أي سعر مقياسي للأفكار لأن صانع الأفكار هو الذي يضع السعر، وإذا كان حاذقاً يحصل عليه، وتبدأ قصة كل ثروة كبيرة عملياً في ذلك اليوم الذي يجتمع فيه صانع الأفكار أو مسوقها ليعملا بانسجام وتوافق، وهكذا نجد أن أحد الأثرياء أحاط نفسه بأشخاص يفعلون كل ما لا يمكنه هو فعله بذاته، وأشخاص يصنعون أفكاراً، وأشخاص يضعون تلك الأفكار موضع التطبيق، وبهذا حقق لنفسه ولغيره ثراءً كبيراً.

وينطلق الملايين من الناس في الحياة آملين في حصول فرص سانحة (واختراقات) إيجابية مهمة، ويمكن لتلك الاختراقات أو إحداها على الأقل أن تجلب الفرصة المطلوبة، لكن أكثر الخطط أماناً هي تلك التي لا تعتمد على الحظ، صحيح أن اختراقاً مهماً وإيجابياً أعطاني في حياتي فرصة العمر؛ لكنه كان لا بد لي من تكريس 25 سنة من الجهد والعزم لتحقيق تلك الفرصة قبل أن تصبح شيئاً ملموساً ثميناً مصدر قوة.

وحقق الكثيرون ثروات ضخمة بفعل تطبيق المبادئ المذكورة ضمن فلسفة النجاح التي عملت على صياغتها، وكانت البداية سهلة وبسيطة لأنها كانت مجرد فكرة يمكن لأي شخص أن يطورها.."1

وفي الأخير فالحياة ليست كل شيء، إنما هذه نظرة لقوة الفكرة والتصميم بعدها، وما تجلبه تلك الأفكار في ساعات قليلة من ثمرات هائلة لا يقدر الإنسان قدرها، إنما الزمن الذي سيحكم على تلك المنجزات وحجمها في عالم الإنسان.

إنك حين تنظر في واقع الكثير منا تحزن لما أصباهم من خمول في الفكر والتفكير العميق المثمر، والجنوح إلى عالم الخيالات والأحلام الذاهبة.

وما التوفيق إلا من الله تعالى، نسأله سبحانه أن يصلح شأن العباد والبلاد، والحمد لله رب العالمين.


 


1 كتب ما بين القوسين: "فيليكس جاكبسون"