احتياجات المسجد المعاصرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
نعلم جميعاً مكانة المسجد في الإسلام، وكيف أن الله – تعالى- جعل الأجر الكبير لمن بناه، وقام على مصالحه، فهي بيوت الله – سبحانه -، وعمارتها والاهتمام بها علامة على الإيمان بالله – تعالى- واليوم الآخر قال – تعالى-: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ1.
وانطلق المسلمون يتنافسون في الاهتمام بالمساجد؛ حتى زاد في بعض العصور المتأخرة هذا الاهتمام عن حده؛ كالنقوش والزخارف الزائدة، لكنهم – من باب الإنصاف – أثروا المساجد بما تحتاجه، ووفروا لها ما تطلبه؛ حتى أن أشياء مما اتخذوها للمساجد؛ ما زالت إلى اليوم مطلباً مهماً.
لكن هناك أمراً لابد أن نعيه ونعيره اهتمامنا؛ وهو أنه ليس كل ما كان يصلح بالأمس يصلح اليوم، بل لابد أن يكون المسجد مزوداً بكل ما يحتاجه من الأمور العصرية التي لا تنافي الشرع، ويمكن الاستفادة منها فيما يُفعِّل دور المسجد، ويؤكد فكرته، ويعزز رسالته، ويحقق أهدافه، فليس من الإنصاف أن نستفيد من هذه التطورات في حياتنا الخاصة! ولا نفكر كيف نجعل هذه التقنية تخدم بيت الله – عز وجل -؟
وقد كان المسجد في السابق له احتياجات معدودة، أو احتياجات معينة انتهت الحاجة إليها مع ذهاب السنين، وانقضاء الأيام، أما اليوم فإن المسجد قد كثرت احتياجاته، وتعددت مطالبه، فلا يناسبه اليوم ما كان يناسبه بالأمس، بل لابد من النظر والتأمل، والبحث والاستقراء فيما يخدم مساجدنا، ويجعلها أكثر رونقاً وجمالاً، وأعظم هيبةً واستهلالاً؛ تنشرح عند دخولها الصدور، وتكتمل في الصلاة فيها معالم السرور، فيأنس بها المؤمن، ويطمئن قلبه، وتقر عينه.
إلى المسجد؛ إلى ما يحتاجه:
1- تهيئة المداخل الموصلة إلى المسجد، والعناية بإضاءتها ونظافتها.
2- تجهيز مغسلة أموات للذكور والإناث كل على حده مع ما تحتاجه من نعش وسيارة نقل الأموات.
3- كراسي للعجزة ومن يحتاج إليها لمرض وغيره؛ لصعوبة الصلاة بغيرها، وعدم توفرها قد يكون سبباً لترك صلاة الجماعة، وهذا يبين أهميتها.
4- ساعة إلكترونية تحدد أوقات الصلوات، وأوقات الإقامة، إذ تتغير بحسب تغير الأوقات على مدار السنة، وفي هذا ضبط للوقت، وقطع للفوضى واختلاف الناس.
5- تكييف الجو أو تدفئته حسب المطلوب، وقد يكون بالأجهزة الحديثة، أو بجعل فتحات جيدة للتهوية عند الحر، وتدفئة المكان بما يناسبه عند البرد.
6- الصوتيات الجيدة، وهذه مشكلة ما زالت إلى اليوم في بعض المساجد مع وجود القفزات العظيمة في النهضة الصناعية، ويا حبذا لو وجد جهاز الصدى لتحسين الصوت.
7- صناديق تعلق لتوضع فيها الأوراق المحترمة؛ كالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وما فيه ذكر الله – تعالى-.
8- مكتبة سمعية، ومرئية، ومقروءة؛ تتضمن أشرطة الكاسيت، والأقراص المسموعة، والمرئية، والكتب، والكتيبات … إلخ مما فيه نفع للمسلمين.
9- لوحة الإعلانات والفتاوى والأخبار.
10- مجلة حائطية، ولوحات فيها أذكار مأثورة، وعبارات مؤثرة.
11- صندوق مقترحات؛ لتطوير المسجد، ومعرفة ما يحتاجه.
12- طبع جدول برامج إذاعات القرآن الكريم بشكل جذاب.
13- تجهيز مكان للقاء برواد المسجد؛ كجلسة أسبوعية، أو شهرية؛ تقام فيها برامج علمية، ثقافية، ترفيهية…إلخ.
14- جهاز قتل البعوض والحشرات؛ إن كان المسجد يعاني من هذه الحشرات، أو كان في منطقة تعاني من هذه الحشرات.
15- خزانات أو برادات للمياه التي توزع على أنحاء المسجد.
16- شاشات إلكترونية؛ تعرض الأذكار بحسب أوقاتها المناسبة.
17- جهاز عرض تلفزيوني؛ مع تجهيز مكان مناسب للعرض.
18- تجهيز حمامات خاصة بالعجزة، والمرضى، والمعاقين – وهي ما تسمى اليوم بالحمامات الإفرنجية -، وجعل مقابض على جدران الحمامات، وأماكن الوضوء يستند عليها العاجز.
19- سخانات لمياه الوضوء في المناطق الباردة.
20- اتخاذ مولد كهربائي؛ خاصة في الأماكن التي ينقطع فيها التيار بكثرة.
21- آلة تنظيف للسجاد.
وهكذا لابد أن نفكر فيما يحتاجه المسجد من المستجدات التي تعين المسلم على عبادة ربه على أحسن وجه، وأتم حال، ونسخُر ما توصل إليه البشر لخدمة بيوت رب البشر؛ محتسبين في ذلك الأجر من الله – تعالى-، حافظين لبيوت الله – تعالى- مكانتها وهيبتها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.