عرس جماعي

عرس جماعي

عرس جماعي

 

ما إن يبلغ الشاب سناً يلجئه إلى البحث عن حياة مستقرة هادئة، في ظل زوجة صالحة ناصحة؛ حتى تعترض طريق زواجه عقبات كؤود تجعله يلغي مساره، أو يؤخر خياره، وهذا ما تفسره ظاهرة عزوف كثير من الشباب عن الزواج، نظراً لما تتطلبه الحياة الجديدة من أعباء تثقل الكاهل، وترهق العازم، وهذه المشكلة ربما أفرزتها التكاليف الباهضة لمتعلقات الحياة الاقتصادية التي طالت حتى متطلبات الزواج الأساسية، وفي هذا الوضع المتأزم يتعين الدور على الأعيان وأصحاب الوجاهات، وأرباب الضمير؛ التفكير للقيام بحلول عملية جادة تيسر للشباب اقترانهم بمن يشكلون معهم أسرة مسلمة سعيدة.

ومن ظاهرة تحديد مقدار المهر إلى المبادرات الاجتماعية المتمثلة في الأعراس الجماعية على الإطار الواسع، أو المفعلة تحت مظلة ضيقة (كقرية أو مدينة محددة)؛ تأتي فكرة العرس الجماعي على مستوى الحي الواحد بكافة توجهاته وانتساباته.

ولذا أحببنا أن نجلي إمكانية قيام الفكرة في قالب واضح لمن يحب أن يرسم البسمة على شفاه هؤلاء المعسرين، أو يقارب بين الأرواح، ويقوي آسرة  اللحمة الواحدة، فيغرس مبدأ التكافل والتكاتف بين أرباب الحي الواحد، وهذا المقترح يعني إمام المسجد بالمقام الأول، ثم لمن يحب أن يبقي لنفسه أثراً نيراً بعد رحيله.

 

الـفكـرة:

تقوم على أساس التقاء وجاهات الحي من الآباء وذوي التأثير بتبني عرس جماعي يشمل جميع الشباب الآهلين للزواج، المتوطنين ذاك الحي، ليخرجوا  بآلية معينة لتفعيله بحسب وضع الحي وأهداف القائمين عليه (إنسانية – أخوية)، ليشكلوا بذلك لحمة الجسد الواحد  المتآزر المتعاضد بأخوة صادقة مستندها إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10) سورة الحجرات، وهدفها "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وما أروعها وأبهاها من خطوة في طريق التآلف والتآخي، ونبذ الأنانية المقيتة، والانكفاء على الذات فحسب.

 

شعار العرس:

ليكن شعار العرس مثلاً: "إعفاف الشباب، مفخرة وإعزاز"، أو "تآلفنا في تكاتفنا"

 

أهداف المشروع:

1.                تحصين الشباب المعسرين وإعانتهم.

2.                الحد من حجم الفساد في أوساط هذه الفئة.

3.                التخفيف من أعباء التكاليف الباهضة المتعلقة بالزواج.

4.                توثيق روابط الصلة والتكاتف بين الآسر في الحي.

5.                نواة للأحياء المجاورة لتبني مثل هذه المشاريع الناجحة.

 

مراحل الإعداد:

أولاً: تحديد الجهات المعنية في الحي وأدوارها:

¨           منبر الجمعة ويمثله إمام المسجد:

الأدوار المناطة:

1-       دفع الناس وتشجيعهم على تبني هذه الفكرة.

2-       فتح باب التبرعات في المسجد لصالح المشروع.

3-       مفاتحة أهل الحي، ووضع البذرات الأولى.

4-       تحفيز الشباب للمؤازرة فهُم قلب العرس النابض، وأصحاب الكلمة المسموعة.

¨           دور الوجاهات: (عاقل الحارة، أصحاب الدخل والتأثير، رجال المناصب).

1-             طرح الفكرة على الآباء، ومحاولة إقناعهم.

2-             اختيار فريق العمل المنسق للعرس.

3-             جمع الواردات المالية لدعم المشروع.

4-             تشكيل مجلس شورى الحي لمناقشة المستجدات والأطروحات.

¨            دور الآباء:

1-   التكاتف والتفاعل في سبيل إنجاح الفكرة.

2-   المبادر الجادة في المطلوب فإنه قد قيل في المثل: "ما حملته الرجال خف حمله".

 

ثانياً: اقتراح مجلس شورى للعرس الجماعي في الحي:

أعيان المجلس:

كبار السن من الآباء والعقلاء، وأصحاب المكانة، وإمام المسجد.

الخطوات التنفيذية:

         تعيين مسؤول للمجلس يترأس الجلسات، ويناط به توزيع المهام.

         الاتفاق على أساسيات تخص العرس تشمل:

1-             مكان وزمان عقد العرس الجماعي.

2-             الكفالة الممنوحة لكل عريس.

3-             تحديد الأعمار والعدد مع مراعاة تقديم الأكبر سناً، ومن تجاوز العشرين.

4-             تحديد المدة التي ينعقد فيها العرس عادة كل (سنة، سنتين) أقل أم أكثر.

5-             وجبة الضيوف وآلية تعاون الأسر في التجهيز – إن أمكن -.

 

ثالثاً: اللجان العاملة في الميدان:

يشارك فيها شباب الحي ورجاله وتتمثل في:

         المدير العام.

         المدير التنفيذي.

         لجنة الضيافة.

         لجنة التوثيق.

         لجنة النظام.

         لجنة الحفل والمسرح.

ملاحظة:

– يتم تعيين مسئول لكل لجنة ونائب.

– ينطوي تحت كل لجنة مجموعة من الأفراد.

– توضيح المهام المكلفة بها كل لجنة.

 

جهات الدعم – الموارد المالية للعرس -:

يمكن أن تتم عن طريق:

         إنشاء صندوق يسمي "صندوق الزواج"، تتفاوت المشاركة فيه من قبل الآباء بحسب حالة الشخص المادية وإمكانيته.

         الاستفادة من مؤسسات العفاف في البلد سواء كانت حكومية أو أهلية.

         جع التبرعات من المساجد المجاورة للحي بالتعاون مع الأئمة.

         بعث الخطابات للمتيسرين والتجار للمشاركة بأموالهم وما جادت به نفوسهم.

 

* لفتة هامة:

قد يكون الهدف الأسمى من عقد العرس الجماعي في الحي هو الظهور بمظهر التآزر والتلاحم بين الأسر، وهذه خطوة جبارة وعظيمة يحمد صاحبها عليها، إلا أنه ينبغي تكييفها وتطويعها لتتأتى مع الهدف المرسوم، ويمكن الاستفادة مما ورد في هذا التصور لإنجاح مثل تلك الأعراس وتكرارها عاماً بعد عام.

والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.