هلَّا أيقظت ملايين الناس لصلاة الفجر؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،، أما بعد:
فإن الصلاة عمود الإسلام، والفاصل بين الإسلام والكفر كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وقد تهاون كثير من الناس بها، وأخرجوها عن وقتها، وكثير من المسلمين لا يصلي أصلا, وخاصة في هذا الزمان الذي صار يشتكي فيه كثير من الأئمة من قلة رواد صلاة الفجر خاصة.
بل إن بعض المؤذنين في بعض الأحياء يقولون نؤذن ولا يأتي إلى المسجد أحـد فهل يجوز إغلاق المسجد وأذهب وأصلي في مسجد آخر!!
وبدلاً من أن نتكلم عن قيام الليل, ونحث الناس عليه, أصبحنا نتكلم عن صلاة الفجر, وهذا لا شك أنه خلل وضعف وقصور, بل ما كان يعرف في سلفنا الصالح أن أناساً لا يصلون الفجر, نعم ما كان يعرف هذا إلا في صفوف المنافقين.
إذن ما هو العلاج والحل لمن تفوته صلاة الفجر؟ وما هو الدور الذي يمكن أن نقوم به لإيقاظ ملايين الناس ممن ينامون عن صلاة الفجر؟
لابد أولاً أن يعلم المسلم عظمة مكانة صلاة الفجر عند الله -عز وجل- يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)1. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)2. وقال: (من صلّى الفجر فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)3. ومعنى في ذمة الله: أي في حفظه وكلاءته سبحانه.
وثانياً هذه فكرة يمكن أن تصبح مهارة عندك –أخي المسلم- لكن تبتغي بها وجه الله تعالى, واعلم أنك بعزيمتك وتواصلك مع هذه الفكرة ستكسب الأجر العظيم المضاعف, وستكون –بإذن الله سبباً في هداية كثير ممن ضيعوا صلاة الفجر… فما الفكرة؟ ومن المشاركون؟ وكيف تبدأ بالفكرة؟
نقول: الفكرة هي إحياء فرض الفجر في الأمة الإسلامية, والمشاركون هم كل أفراد الأمة الإسلامية كبيرها وصغيرها, رجالاً ونساءً.
كيف نبدأ؟:
يقوم كل واحد فينا بتبني اثنين إلى خمسة أفراد فقط من الناس, ويتولى إيقاظهم لصلاة الفجر, وعلى أساس أن يقوم كل فرد من هؤلاء الأفراد بإيقاظ اثنين إلى خمسة أفراد وهكذا.
واعتماداً على المبدأ التسويقي فلو قمت بإيقاظ شخصين فقط فبعد أسبوعين فقط من دخولك هذا المشروع سوف تكون السبب في إيقاظ اثنين وثلاثين ألف وسبعمائة وثمانية وستين مصلٍّ للفجر.
لقد آن الأوان أن نتحرك وأن نكون إيجابيين, مشروع صغير لا يكلفك أكثر من مكالمتين تليفون أو حتى رنتين فقط, وقت صلاة الفجر, ولنستشعر الثواب الكبير لهذا المشروع, ولا تحتقر من المعروف شيئاً.
فما رأيكم أن نبدأ بالفكرة من الليلة بعد أن نخلص النية, ولنعلم أن الله سيعيننا إن انطلقنا من ذلك المنطلق, وبالتالي سوف نكون نحن الأُمة التي أحيت فجرها, وعسى الله أن يرفع عنا هذا المقت والخزي الذي تمر به الأمة الإسلامية.
أخي:
إذا لم تكن ممن يصلي الفجر فاتصل بمن تعرف أنه يداوم على هذه الصلاة حتى تشجعه على هذا العمل واسأله أن يوقظك يومياً, وتذكر جيداً أنه إذا كانت سنة الفجر خيراً من الدنيا وما فيها, فكيف بفريضة الفجر4.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.