مصلى النساء والنشاط فيه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مصلى النساء الملحق بالمسجد لا بد أن يكون فيه نشاط تستفيد منه النساء اللاتي يحضرن الصلاة، ويقوم على ذلك النشاط أهل المسجد بالتنسيق مع النساء؛ كأن تكون هناك مندوبة عن النساء يتم التنسيق معها لتفعيل النشاط في جانب النساء.
ومن الأنشطة التي يمكن أن تقام في مصلى النساء:
– تحفيظ القرآن الكريم:
لا بد أن تولي مصليات النساء القرآن الكريم عناية خاصة؛ لأنه لا فلاح للإنسان ولا نجاح له إلا باتباعه والعمل به، ولا يكون ذلك إلا بعد فهمه وتلاوته حق التلاوة، فلا يمكن للمرأة أن تفهم القرآن وهي بعيدة عنه كل البعد، مشغولة بأمور بيتها، وحاجيات زوجها وحسب.
إن مصدر كثير من المخالفات التي تقع فيها النساء وكذلك الرجال على حد سواء هو الجهل بالدين، أو الاستهانة بالأحكام بعد علمها، وعلاج الجهل العلم، وأعظم العلم كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -؛ فلهذا ينبغي أن يكون في مصلى النساء حلقات قرآنية تقوم به النساء المتعلمات، بحيث تنظم في المسجد حلقات ترتب على حسب مستوى النساء، مستويات عالية، ومتوسطة، ومبتدئة.
ولا تنس المرأة المسلمة – وهي تقوم بذلك العمل الجليل – أنها على ثغرة كبيرة جداً من ثغرات الإسلام التي تحتاج إلى سد وحراسة وعناية، وأن لها عند الله أجراً عظيماً.
– المحاضرات الخاصة بالنساء:
للمحاضرات دور معلوم في المعرفة والتربية على حد سواء، فهي تزود المرأة بالعلم الشرعي، وتربيها على معاني الإسلام وأخلاقه.
ويتم التنسيق مع ملقي المحاضرة سواء من الرجال أو النساء وذلك من خلال إعلان القائمة على نشاط النساء بموعد المحاضرة، ويجهز المكان المناسب للملقي إذا كان شيخاً بحيث يكون مكانه بعيداً عنهن، ويكون هناك حاجز بينه وبينهن؛ لأجل أن تتصرف المرأة بحرية، بحيث لا تبقى طول المحاضرة مغطية وجهها.
ويمكن أن يتم بث المحاضرة إلى النساء عن طريق جهاز الصوت بحيث يلقي الشيخ المحاضرة وهو في مسجد الرجال مثلاً، وفي حالة وجود أسئلة تقوم مسؤولة النشاط أو المنسقة للمحاضرات بإيصالها إلى الشيخ عن طريق الأطفال الموجودين في المصلى، وبالإمكان أن تحضر قريبة للشيخ كزوجته أو ابنته لتقوم بتلك المهمة.
لقد استفادت كثير من النساء – بحمد الله – من المحاضرات التي تلقى في المساجد الخاصة بالنساء، وكان من ثمار تلك المحاضرات – إلى جانب الوسائل الدعوية الأخرى – انتشار الصحوة الإسلامية بين النساء في كثير من البلدان.
– توزيع الكتب الدعوية:
إن الكتب الدعوية سواء منها ذو الحجم الصغير – وهو الموزع غالباً -، أو ذو الحجم الكبير؛ لها أثرها الكبير في تغير مسار حياة كثير من النساء، ورجوعهن إلى الله، والتعرف على العلوم الشرعية والأحكام الدينية.
فلأجل هذا ينبغي العناية بتوزيع تلك الكتب، ومراعاة الأوقات المناسبة للتوزيع، والحالات التي تستدعي توزيع كتب معينة تعالج مشاكل منتشرة في وقت محدد، وتبين خطر قضية ما على المرأة والمجتمع، كالكتب والكتيبات التي تتحدث عن الحجاب وحرمة الاختلاط، وحقوق المرأة على زوجها والعكس، وأهمية تربية الأولاد، والقيام بشؤون البيت، وحث المرأة على التعليم الهادف إلى صلاح المجتمع.
– المسابقات الدعوية:
من الأنشطة التي ينبغي أن يشملها مصلى النساء المسابقات، ولها كيفيات مختلفة: فمن الممكن توزيع شريط يتحدث عن أمر ما، أو كتيب مثلاً، أو كتاب، ولأن البعض لا يقرأ تلك المنشورات والكتيبات فلا بأس أن توضع مسابقة للنساء من الكتاب أو الشريط، ولا تخرج الأسئلة عن محتواه، وترصد لها الجوائز القيمة، وقد جربت هذه الوسيلة في مناطق عدة فكان لها أثر طيب.
وعند إعداد الأسئلة لا بد من مراعاة ثقافة المجتمع المستهدف والفئة المستهدفة، فقد تكون الأسئلة تحليلية فوق مستوى النساء، لهذا لا بد من النظر إلى أسئلة سهلة ومتوسطة، ولا بأس من إيراد سؤال يدل على فهم وذكاء.. ونحو ذلك.
وهناك لون آخر للمسابقات: وهو إجراء أسئلة مباشرة من دون توزيع شريط أو كتيب، بحيث تكون الأسئلة شاملة لحياة المرأة ومجتمعها، وأسرتها، وتكون لها أهداف شرعية واضحة تتضمن غرس مفهوم صحيح، ومعالجة مفهومات خاطئة، وتغيير سلوك سيء وغير ذلك.
هذه أهم الأنشطة التي يمكن القيام بها في مصلى النساء، ولا شك أن هناك أنشطة أخرى يمكن التعرض لها في كتابات أخرى.
نسأل الله أن يوفق القائمات على مصليات النساء إلى كل خير، وأن يغرس في قلوبهن حب العلم والدعوة إلى الله، وأن يثبتنا وإياهن على الدين حتى نلقاه على إيمان ويقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.