الحج سوق الدعوة الأعظم
معشر الأخوة والأخوات:
يا من نسعد بالحديث معهم ومنهم، ومن تتوق نفوسنا للأخذ عنهم… ها نحن نبدأ معكم زاوية، هي منكم وإليكم…نستفتح معكم باباً -واعتمادنا بعد الله عليكم- أن تثرى بمقترحاتكم، وأن تنعش بمشاركاتكم، فهي زاوية نفعها مأمول، وحبلها بحل الأجر _ إن شاء الله _ موصول، في زمان شكى فيه الأجر حين عز طالبه، وأنّت فيه الحسنات حين استرخصها عتيقها؛ فهدفنا من خلالها كسب الأجر لا غير.
وفكرتها أننا نختار حدثاً مهماً، في حياة الأمة الإسلامية لنتيح الفرصة لكل من لديه القدرة على تناول الحدث بتعليق أو تحليل أو تنبيه ، موضحاً أو مقعداً أو مؤصلاً لذلك.
وفي هذه الحلقة نقف مع حدث عظيم في حياة كل مسلم حدث يتكرر كل سنة، ويتكرر منذ آلاف السنين…
إنه الحج الركن الخامس من أركان الإسلام التي بني عليها قال عليه الصلاة والسلام بُنيَ الإسلامُ على خمس.. وذكر منها :.. وحج البيت رواه البخاري ومسلم
موسم عظيم وعبادة جليلة جمعت أصول العبادات وأنواعها ؛ ففيه التعبد بالمال لنفقة الحج والصدقة، وفيه التعبد بالصلاة بالطواف والصلاة عند المقام، وفيه الصوم، وفيه التلبية وهي الاستجابة لله وتنزيهه عن الندّ والشريك، وهو القبلة الأولى للتوحيد والتوجه إلى الله في أرضه. فشأنه شأن خطير " لا يدركه إلا الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم وشأنه أجل من أن تحيط به العبارة وهو خاصة هذا الدين الحنيف حتى قيل في قوله تعالى : حنفاء لله غير مشركين أي :حجاجا.وجعل الله بيته الحرام قياما للناس فهو عمود العالم الذي عليه بناؤه فلو ترك الناس كلهم الحج سنة لخرت السماء على الأرض هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس.فالبيت الحرام قيام العالم فلا يزال قياما ما زال هذا البيت محجوجا.
والحج هو خاصة الحنيفة ومعونة الصلاة وسر قول العبد لا إله إلا الله فإنه مؤسس على التوحيد المحض والمحبة الخالصة"1 ، فيه تتآلف القلوب، وتتحطم الفوارق وتذوب، يقف فيه الجميع بالمشاعر المقدسة ولباسهم واحدٍ وهدفهم واحد، وشعارهم واحد ؛ لبيك اللهم لبيك إجابة محب لدعوة حبيبه إلى بيته ولسان حاله ومقاله :
أطوف به والنفس بعد مشوقة إليه وهل بعد الطواف تداني
وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبي من شوق ومن هيمان
فوالله ما أزداد إلا صبابة ولا القلب إلا كثرة الخفقان
وهو كنز وموسم للدعاة في الدعوة إلى الله تعالى، كما كان صلى الله عليه وسلم يترقب المواسم وتجمعات الناس يعرض عليهم الإسلام، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يدع فرصة تمر به إلا ويسخرها في الدعوة إلى الله تعالى.
ونحن أحوج ما نكون إلى اقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم، وأحوج ما نكون اليوم إلى استغلال هذا الموسم الاستغلال الأمثل.
فكيف تُستغل هذه الجموع من الحجيج؟
وكيف نستغل هذا الموسم في تعليم الناس الخير؟
كيف نوجه للعالم أجمع رسالة نشرح من خلالها ما لدينا من كنوز النبوّة؟
كيف نقدم الإسلام للناس غضّاً طريّاً , ونمسح عنه ما علق به من غلو الغالين وانتحال المبطلين؟
نأمل من جميع الأخوة والأخوات التعليق على هذا الحدث ( الحج ) وتقديم المقترحات للدعاة إلى الله وأئمة المساجد ليمثل ذلك برنامجاً عملياً للدعوة إلى الله خلال الموسم، سواء أكان هذا البرنامج لدعوة الحجيج في الموسم، أو لدعوة المتابعين له عبر القنوات ومواقع الانترنت أو غير ذلك؟
فشاركنا بمقترحاتك، وأتحفنا بآرائك، نتشارك معاً في الأجر إن شاء الله…
هدانا الله وإياكم ويسر لنا ولكم طرق الهدى