مهارة إقناع الآخرين

مهارة إقناع الآخرين

مهارة إقناع الآخرين

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

مفهوم الإقناع:

الإقناع: هو أي اتصال مكتوب أو شفوي أو سمعي أو بصري يهدف بشكل محدد إلى التأثير على الاتجاهات والاعتقادات أو السلوك. كما أنه القوة التي تستخدم لتجعل شخصاً يقوم بعمل ما عن طريق النصح والحجة والمنطق.

قد يصعب على الكثيرين إقناع الآخرين، ولكن في الحقيقة الأمر بسيط..!!

فالقدرة على الإقناع هي قلب القيادة، وهي العامل الأساسي لحدوث التوافق والانسجام مع أصحاب الشخصيات الصعبة العنيدة، والوسيلة الفعّالة لخلق علاقاتٍ ناجحة بين زملاء الدراسة والجيران بل والأصدقاء.

والطريقة المضمونة لأخذ ما تريد من مدرسيك..رؤسائك..والديك..وأبنائك..!!

احفظ وافهم هذهِ الأمور:

1- لا تحاول إقناع الآخرين بأنهم على خطأ.

2- لا تعمل على التحكم فيهم أو إجبارهم.

3-لا تستخدم أسلوب التهديد.

4-اهجر السخرية من أفكار الآخرين أو من ملاحظاتهم.

5- لا تعمل على التقليل من قيمة أفكارهم أو تخبرهم فجأة بأن تفكيرهم سلبي.

6- لا تحاول أبداً أن تكذب؛ لأنّ للكذب دوماً نهاية.

7- لا تجعل من النقاش ساحة عراك، ولا تصرخ أو تتأوّه.

8- اجعل حديثك متناسق ومنظّم ونقاطك سلِسله تصل بشكل سهل ومفهوم، ولتستطيع أن تقوم بالإقناع على خير وجه يجب أن تتحد جميع حواسك لتعبّر عن فكرتك.1

بعض القواعد في مهارة إقناع الآخرين:

هذهِ بعض النقاط العامة والقواعد المهمة المساعدة على إقناع الآخرين:

أولاً: لابد أن تكون مقتنعاً جداً من الفكرة التي تسعى لنشرها؛ لأن أي مستوى من التذبذب سيكون كفيلا أن يحول بينك وبين إيصال الفكرة للغير.

ثانياً: استخدم الكلمات ذات المعاني المحصورة والمحددة مثل بما أن، إذن، وحينما يكون.. الخ، فهذه الألفاظ فيها شيء من حصر المعنى وتحديد الفكرة، ولتحذر كل الحذر من التعميمات البراقة التي لا تفهم أو ذات معاني واسعة.

ثالثاً: ترك الجدل العقيم الذي يقود إلى الخصام، يقول أحدهم: "إذا أردت أن تكون موطأ الأكناف، ودودا تألف وتؤلف، لطيف المدخل إلى النفوس، فلا تقحم نفسك في الجدل وإلا فأنت الخاسر، فإنك إن أقمت الحجة وكسبت الجولة وأفحمت الطرف الآخر فإنه لن يكون سعيداً بذلك وسيسرها في نفسه وبذلك تخسر صديقا أو تخسر اكتساب صديق، أيضاً سوف يتجنبك الآخرون خشية نفس النتيجة".

رابعاً: حلل حوارك إلى عنصرين أساسيين هما:

1- المقدمات المنطقية: وهي تلك البيانات أو الحقائق أو الأسباب التي تستند إليها النتيجة وتفضي إليها.

2- النتيجة: وهي ما يرمي الوصول إليها المحاور أو المجادل.

مثال على ذلك: "المواطنون الذين ساهموا بأموالهم في تأسيس الجمعية هم الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم فقط، وأنت لم تساهم في الجمعية ولذلك لا يمكنك أن تدلي بصوتك".

خامساً: اختيار العبارة اللينة الهينة، والابتعاد عن الشدة الإرهاب والضغوط وفرض الرأي.

سادساً: احرص على ربط بداية حديثك بنهاية حديث المتلقي؛ لأن هذا سيشعره بأهمية كلامه لديك، وأنك تحترمه وتهتم بكلامه، ثم بعد ذلك قدم له الحقائق والأرقام التي تشعره كذلك بقوة معلوماتك وأهميتها وواقعية حديثك ومصداقيته.

سابعاً: أظهر فرحك الحقيقي -غير المصطنع- بكل حق يظهر على لسان الطرف الآخر، وأظهر له بحثك عن الحقيقة؛ لأن ردك لحقائق ظاهرة ناصعة يشعر الطرف الآخر أنك تبحث عن الجدل وانتصار نفسك.2

على ماذا يعتمد الإقناع؟

يعتمد الإقناع على خصائص العناصر الرئيسية للاتصال وهي المصدر والرسالة والوسيلة والمستقبل وهي كالتالي:

المصدر:

يجب أن يتمتع المصدر بمصداقية عالية والخبرة، وهي مدى معرفة المصدر بالمعلومات أو الموضوع الذي يتكلم عنه أو يكتب عنه والمصادر الخبيرة أكثر إقناعاً من المصادر غير الخبيرة، بالإضافة إلى الثقة، وهي صدق نواياه وأمانته وإخلاصه تجاه الموضوع الذي يطرحه، كما أن جاذبية المصدر لها دور من خلال شخصيته والعلاقة الودية بين المرسل والمستقبل تجعلنا نقتنع بالمصدر وبرسالته الاتصالية وتعمل على تبني أفكاره أو تعديل أو تغيير الاتجاهات بناء عليها.

وللمظهر العام والذي يعني طول الشخص ووزنه ولون شعره ولون عينيه ولون البشرة وقوته انعكاس للمصدر، ويرجع تأثير الشخصية الجذابة للمصدر على الجمهور إلى بعض الأمور منها:

 المستقبل يحب بطبعه أن يقلد المصدر أو المرسل في لهجته وعاداته وسلوكه. ينظر المستقبِل إلى المرسل الجذاب على أنه أكثر ثقة وخبرة وصدقاً وحرصاً على مصلحته من المرسل غير الجذاب.

الرسالة:

أما بالنسبة للرسالة المقنعة فإن مكونات وطريقة عرض الرسالة لها أهميتها، فالرسالة الاتصالية المقنعة تتكون من ثلاث مكونات:

المعنى واللغة والتركيب، فالرسالة لا تبنى فقط بالكلمات أو الإشارات بل لا بد من وضعها ضمن وحدات اللغة مثل العبارات والجمل والفقرات والأقسام والفصول ومن الأساليب المتبعة في بناء الرسالة:

‌أ.نمط المساحة: وهي ترتيب المصدر لمادته على أساس جغرافي.

‌ب.الترتيب الزمني: وهي أن يقوم المصدر بترتيب مادته حسب الزمن الذي وقعت فيه.

ج. الترتيب الاستنتاجي: وهو الترتيبات التي يقوم بها المصدر ويبدأها بالتعميم وينتهي بالتخصيص، أي يعطي أمثلة أو أدلة تدعم فكرته.

د. الترتيب الاستقرائي: وهو تتبع الجزئيات للوصول إلى حكم كلي، وهذا الترتيب يسهم في مشاركة القارئ أو المستمع أو المشاهد في عرض الموضوع.

هـ. الترتيب النفسي: وهو استخدام الحوافز المتتابعة من قبل المرسل ليتمكن من الوصول إلى أعماقه.

و. ترتيب المشكلة أو الحل: يقوم المصدر بإعطاء تفصيلات عن طبيعة المشكلة كما يراها ومن ثم يقدم أو يقترح الخطوات العلمية التي يجب اتخاذها لحل المشكلة، وهذا ما يسمى بالوسيلة.

المستقبل:

أما بالنسبة للمستقبل وهم الجمهور المستفيد، فلهم خصائص:

 أولها: نفسية، كالميول والاتجاهات والعواطف والاحتياجات والحاجات والأمزجة والحوافز.

ثانيها: ديموغرافية، كالعمر والجنس ومكان السكن ووظيفته الاجتماعية -الدخل والمستوى التعليمي والمهنة-

ثالثها: اجتماعية، كالجماعات التي ينتمي إليها الشخص كالأسرة والأصدقاء والزملاء.

وعلى المرسل أن يعرف هذه الخصائص من خلال الحاجات الخمس، وهي: الحاجة إلى تحقيق الذات، والحاجة إلى الاحترام والتقدير، والحاجة إلى الحب والانتماء، والحاجة إلى الأمن, والحاجة الفسيولوجية، وهذه أمور تساعد المرسل في إقناع المستقبل لأفكاره ومعلوماته، وتغيير اتجاهاته وسلوكه.

أخيراً:

نستطيع القول بأن الاتصال المقنع جزء من حياتنا اليومية، ويمكن الحكم على مدى نجاح الاتصال المقنع بقدر نجاحه في تغيير السلوك المرغوب فيه، أو فشله في التغيير، ويعتمد الاتصال المقنع بشكل أساسي على خصائص المصدر، ومحتوى الرسالة الاتصالية، وطريقة عرضها، وطبيعة الوسيلة المستخدمة، وخصائص الجمهور المستقبل.3

نسأل الله التوفيق والسداد في الأمور كلها، والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.


1 المصدر: http://alsaha.fares.net بتصرف.

2 المصدر:http://www.ngoce.org بتصرف.

3 الاتصال الإنساني ودوره في التفاعل الاجتماعي، د.إبراهيم أبو عرقوب،  المصدر: http://www.ngoce.org بتصرف.