خصال تخالف الفطرة

خصال تخالف الفطرة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فالإسلام دين النظافة والجمال، اعتنى بالطهارة، وحث على النظافة: نظافة الجسم، والثوب، والمكان، ونظافة الآنية التي يأكل فيها الإنسان ويشرب، وقد جاءت النصوص الكثيرة في القرآن الكريم والسنة المطهرة عن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – لتحث على النظافة وكمال الطهارة.

وقد خص الإسلام وحثَّ على القيام بعدة خصال؛ لأنَّها متضمنة لكمال النزاهة والطهارة، وجمال المنظر، وسماها "خصال الفطرة" فقد جاء عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ)) قَالَ زَكَرِيَّاءُ قَالَ مُصْعَبٌ وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ))1، وفي رواية أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ))2، وهذه الخصال كلها راجعة إلى النظافة، وإلى الجمال، وما يظهر فيه يعني جانب النظافة.

والفطرة هي "الخلقة التي فطر الله عباده عليه3"، وقيل: "الفطرة هي الفطرة المستقيمة"،4 وقيل هي: الدين.

وفي الحديثين السابقين ذكر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – خصال الفطرة، وعلى الصحيح أن العدد لا مفهوم له، فلا تنحصر الخصال في هذه العشر ولهذا قال: عشر من الفطرة أي عشر خصال من الفطرة، وعدَّها، وفي الرواية الثانية ذكر خمس، "وذكر ابن العربي – رحمه الله – أن خصال الفطرة تبلغ ثلاثين خصلة، فإذا أراد خصوص ما ورد لفظ الفطرة فليس كذلك، وإن أراد أعم من ذلك فلا تنحصر في الثلاثين بل تزيد كثيراً"5، فـ"ليس المراد الحصر، فقد جاء عشر من الفطرة، والحديث من أدلة أن مفهوم العدد غير معتبر"6، وكل ما يحافظ على المظهر الجميل، والنظافة؛ يعد من خصال الفطرة التي حث عليها الإسلام، ودعا إليها الشرع؛ لأن النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: ((إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ))7.

إنَّ هذه الخصال المذكورة هي عنوان النظافة والطهارة، وجمال المظهر، ويتعلق بها مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع منها تحسين الهيئة، وتنظيفُ البدن جملةً وتفصيلاً، ومخالفةِ الكفار، وامتثال أمر الشارع.

ومن الخطأ البيِّن أن نخالف ما خلقنا الله عليه، وجبلنا على القيام به؛ لتحسين المظهر، والظهور بالمظهر اللائق، والذي يتناسب مع كوننا مسلمين، وهانحن اليوم نلامس مخالفة صريحة لخصال الفطرة، وتحت ما يسمى الموضة، فنلامس أموراً هي في حدِّ ذاتها دخيلة على مجتمعاتنا؛ فضلاً عن أن تكون مخالفة للشرع، من هذه الخصال المنتشرة في أوساط المجتمع وهي مخالفة للفطرة:

1- إسبال الثياب: فإن الله – عز وجل – أنعم على الناس بنعمة اللباس؛ ليستر العورات، ويُجمّل الهيئات {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}8، وإن أفضل لباس يلبسه العبد لباس التقوى، فليتجمل به، ويتزين به؛ لأن التقوى مطلب شرعي، ومقصد ديني.

إلا أن في أوساط المسلمين من عمّ الجهل بالدين فيهم، وابتعدوا عن التفقه والتعرف على هذا الدين وتعاليمه، فغابت عنهم أحكام الدين، واختفت بعض معالم الشريعة من حياتهم، فارتكبوا ما حرم الله، وتركوا سنة النبي – صلى الله عليه وسلم -، فكانوا للنواهي مرتكبين، وللأوامر معرضين، لذا فقد تناسى كثير من الناس حرمة الإسبال في اللباس، وأصبح أمراً عادياً بل مستحسناً لديهم، ومطلباً عندهم، متناسين حرمة ذلك عليهم، ولم يعلموا أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – حدَّ إزار المسلم، وأن عليه أن يتقي الإسبال فقد جاء عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلَا حَرَجَ أَوْ لَا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ))9.

والمسبل توعده الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – بالعذاب الأليم؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه – عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ((ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ثَلَاثَ مِرَاراً، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ))10، فالإسبال خطره عظيم، وذنبه جسيم، فالحذر الحذر من إسبال الإزار، وجرِّ الثياب؛ لأن عاقبة ذلك متوعَّد عليه بالعذاب الأليم.

أيها المسبل: إنك على خطر عظيم، وصلاتك وأنت مسبل لإزارك قد تكون غير صحيحة؛ لأن الثوب الطويل الذي أسفل من الكعبين ثوب محرم، والصلاة في الثوب المحرم غير صحيحة عند جمع من العلماء، وصحيحة مع الإثم والذنب جمع آخرين، فانتبه واحذر.

2- حلق اللحية:

تَكاثر الخلاف حول اللحية بين الإعْفاء والحلْق، حتى أن بعض الناس جعل إعفاء اللحية شعاراً يُعرف به المؤمن من غيره، والحق أن الفقهاء اتفقوا على إعفاء اللحية، وعدم حلْقها "قال عياض: يكره حلق اللحية وقصها وتحذيفها، وأما الأَخذ من طولها وعرضها إذا عظمت فحسن، بل تكره الشهرة في تعظيمها، كما يكره في تقصيرها"11 وهذا مأثور ووارد عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، وقد سار الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – على ما سار عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فقد كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام – يعفي لحيته، ووردت أحاديثُ نبوية شريفة تدل على أنه – عليه الصلاة والسلام – كان يعفيها، وأخرى تُرغِّب في الإبقاء على اللحية، والعناية بنظافتها، وعدم حلْقها، ولو رجعنا وتصفحنا التاريخ لوجدنا أن إعفاء اللحْية عند العرب وغيرهم كانت عادة مُستحسنة، ولم تزل كذلك عند كثير من الأمم في علمائها وفلاسفتها مع ما بينهم من اختلافٍ في الدين والجنسية والإقليم، يَرون فيها مظهراً لجمال الهيئة، وكمال الوقار والاحترام، فلما جاء الدين؛ ثبت هذه العادة، ورسخها في نفوس المسلمين بنصوص نبوية شريفة تدل على أن إعفاء اللحية واجب، فمن تلك الأحاديث:

   عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ((عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ))…الحديث12.

   وعَنْ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما – عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ))13.

       وعَنْ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((انْهَكُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى))14.

   وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ))15.

فاللحية هي مما يتميز به الرجل عن المرأة، بل هي من أبرز مظاهر الرجولة والخشونة، وحالقها يقع في التشبه، وقد ورد اللعن للمتشبهين بالنساء، والمتشبهات بالرجال، واللحية شعار المسلم، ووسام السنة، ودليل حب المسلم للرسول – صلى الله عليه وسلم – واتباعه واقتداءه به – صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد أفتت اللجنة الدائمة بحرمة حلق اللحية، وجاء في نص الفتوى: "أما ما يتعلق باللحية فقد صدر منا فتوى هذا نصها: حلق اللحية حرام؛ لما رواه أحمد، والبخاري، ومسلم، وغيرهم، عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ))16 وما رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ))17، والإصرار على حلقها من الكبائر، فيجب نصح حالقها، والإنكار عليه، ويتأكد ذلك إذا كان في مركز قيادي ديني، وعلى هذا إذا كان إماماً للجماعة في الصلاة ونصح ولم ينتصح وجب عزله إن تيسر ذلك ولم تحدث فتنة، وإلا وجبت الصلاة وراء غيره من أهل الصلاح على من تيسر له ذلك؛ زجراً له، وإنكاراً عليه إن لم يترتب على ذلك فتنة، وإن لم تتيسر الصلاة وراء غيره شُرِعَت الصلاة وراءه؛ تحقيقاً لمصلحة الجماعة، وإن خيف من الصلاة وراء غيره حدوث فتنة صلي وراءه؛ درءاً للفتنة، وارتكاباً لأخف الضررين.18

إطالة الشارب:

من خلال ما سبق من الحديث على اللحية وحكمها، والنصوص التي تتحدث عن اللحية؛ يتبين لنا أن الأصل والمطلب الشرعي هو حلق الشارب، وإعفاء اللحية، إلا أننا نرى اليوم من صدق فيه قول الله – عز وجل – فيما يحكيه عن إبليس – لعنه الله -: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً}19، فإن إبليس – لعنه الله – قد حقق هذا التأكيد، بل ألبس هذا الإغواء حلَّة لينخدع وراءه من ابتعدوا عن سنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، فجعل الكثير من الناس يعتقد أن علامة الرجولة هي الشارب الطويل، وأيضاً ما يحدث في مسابقات تحطيم الرقم القياسي وغيرها، وهذا كله مخالف لسنة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم ليعلم هؤلاء أن مَنْ خَلَقَهم هو أعلم بما يصلح هيئاتهم، فقد شرع على لسان رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – إعفاء اللحية، وحلق الشارب، وما ذُكر في المحور السابق من الأدلة يغني عن الإعادة والتكرار، فليحذر هؤلاء المنخدعين عن أن ينجروا وراء تلبيس الشيطان، ليقلب الفطرة لديهم والتي فطرهم الله عليها.

التشبه:

إن مما ابتليت به أمة الإسلام في هذا الزمان؛ أخذها كل ما يساق إليها حلواً كان أو مراً، صحيحاً أو قبيحاً، ناسية أو متناسية ثوابتها العقدية، والقواعد الشرعية، والضوابط الربانية، ويرجع السبب في هذا إلى اقتراب الحضارات، واتباع الموضة التي تسربت إلينا من جميع دول الغرب، فأصبحت تتشبه بالكفار، وتسعى وراءهم في استعباد فكري، وخنوع معنوي، وتبعية مهينة، وأصبح رجالها يتشبهون بنسائها.

أما التشبه بالكفار فإن ما يندى له الجبين أن المتشبهين بهم يميلون إلى التافه الحقير من أخلاقهم وفنونهم، وما يسلب الأخلاق، ويدمر القيم، ويُذل الأمة، ويكرّس العبودية، أما بالنسبة لما يعود على الأمة بالنفع من التقدم العلمي والتكنولوجي فلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإن الناظر إليهم ليأسف لحالهم حين يراهم يتتبعون سفاسف الأمور، والموضة، والخنا، في حين أننا معاشر المسلمين مأمورين باتباع الصراط المستقيم صراط الله – عز وجل -: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}20، وإن من مظاهر التشبه بالكفار التي لا يعي من يقع فيها أنها من التشبه:

·       الاحتفال بأعياد الميلاد، والاحتفاء بالأعياد التي نشأت لدى الكفار كعيد الشجرة، وعيد الأم…الخ.

·       تقليد الكفار، وله مظاهر منها التقليد في اللباس، وحلاقة الشعر وتسريحاته تبعاً للموضة، وما يقوم به بعض رواد الفن والشهرة.

·   تعلم لغة الكفار من أجل الشهرة، والاعتقاد أنها من التحضر، ولا يتعلمها من أجل نفع الناس، والدعوة إلى الله – عز وجل – لغير المسلمين.

·   تربية الكلاب واقتناؤها لغير حاجة، وتعليق الصور الخليعة في المنزل، وإيجاد التماثيل في المنزل، ورسولنا -صلى الله عليه وآله وسلم – قد صرح بأن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها كل هذه الأمور فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: ((لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ، وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ))21.

هذه بعض المظاهر التي يقلد المسلمون الكفار في شؤونهم وحياتهم – ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم -.

النوع الثاني من التشبه تشبه الرجال بالنساء, والنساء بالرجال، وقد جاء التحذير الشديد في التشبه، بل أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لعن هذا المتشبه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ"22 "قال الطبري: فيه من الفقه أنه لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس، والزينة التي هي للنساء خاصة، ولا يجوز للنساء التشبه بالرجال فيما كان ذلك للرجال خاصة"23.

التبرج:

كل زينة أو تجمل تقصد المرأة بإظهارها أن تحلو في أعين الأجانب، حتى القناع الذي تستتر به المرأة إن كان من الألوان البراقة، والشكل الجذاب؛ لكي تلذ به أعين الناظرين؛ فهو من مظاهر التبرج، والتبرج مشكلة متعلقة بالنساء، ومشكلة النساء ليست بالمشكلة التي يتهاون بها، وليست بالمشكلة الجديدة، بل إنها مشكلة عظيمة يجب الاعتناء بها، ودراسة ما يقضي على أسباب الشر والفساد فيها، وقد نهى الله – عز وجل – المؤمنات عن التبرج فقال: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، ويأتي هذا النهي بعد أن أمر النساء بالقرار في البيوت، وإن خرجن لحاجة فلا يجوز لهن أن يخرجن متبرجات، أو مبديات لشيء من زينتهن، أو أي شيء من محاسنهن قال الله – عز وجل -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}24 "هذه آداب أمر الله – تعالى – بها نساء النبي – صلى الله عليه وسلم -، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك، حيث قال مخاطباً لنساء النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنهن إذا اتقين الله كما أمرهن؛ فإنه لا يشبههن أحد من النساء، ولا يلحقهن في الفضيلة، والمنزلة، ثم قال: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}.

قال السُّدِّي وغيره: يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال؛ ولهذا قال: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} أي: دَغَل، {وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفاً} ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها، وقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أي: إلزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة، وقوله – تعالى -: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية، وقال قتادة: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} يقول: إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية وتكسر وتغنُّج؛ فنهى الله عن ذلك، أو أنها تلقي الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج"25.

وللتبرج أسباب كثيرة منها:

1.  الابتعاد عن التعاليم الإسلامية، والشرع الحنيف، والركون إلى الشعارات الزائفة، والمبادئ الهدامة، دون النظر في العواقب، وأهداف هذه المبادئ.

2.  التخطيط من الأعداء على الأمة الإسلامية، ولذا عمد الغرب على نشر التبرج بكل ما يمتلكون من قوة عبر وسائل عديدة ومغرية، والواقع خير برهان.

3.  كيد العملاء ممن ينتسبون إلى هذا الدين، والذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا من المصحف إلا رسمه، وهؤلاء هم أعوان أعداء الأمة الذين تربوا على يد المستعمر, والذين جعلهم هم أداة تصدير منهج الهدم داخل الأمة المسلمة، وهؤلاء هم المنافقون الجدد كالعلمانيين، ودعاة تحرير المرأة، ودعاة التغريب الذين تخرجوا على أيدي أعداء هذه الأمة؛ فصاروا يتزعمون بعض مراكز التوجيه والتعليم، ويسعون جهاراً للدعوة إلى التبرج، والاختلاط، والتفسخ الأخلاقي.

4.  انتشار وتعدد وسائل الإفساد في المجتمعات المسلمة، حتى وصلت إلى كل بيت وفئة وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وأماكن الدعارة، والمراقص، ودور اللهو حتى شغلت الكثير من الفتيان والفتيات عن طريق الخير.

5.    الغفلة الحاصلة من أولياء الأمور حيث تركوا زوجاتهم وبناتهم يتخيَّرون من الأزياء الغربية والشرقية ما شاءوا، دون مراعاة للضوابط الشرعية في اللباس.

6.    الانحلال الخلقي لدى البعض والذي سببه بعض القنوات المفسدة، واتباع الموضة، وتقليد المشاهير من الكفار.

فهذه بعض أسباب التبرج، وعلى المجتمع، وأولياء الأمور الحذر، والتنبه من هذه المخاطر المحيطة بالأمة المسلمة، وبخاصة نساءها، وشبابها.

الرشوة:

مما ابتليت به الأمة الإسلامية في حياتها، وسائر شؤونها؛ هو موضوع الرشوة، حيث أصبح ينخر في جسد الأمة حتى أصبح لدى البعض عادة، والبعض الآخر وسيلة لجلب الرزق، دون أن يسأل هؤلاء أنفسهم عن حكم هذا العمل، والجريمة الشنيعة في ارتكابهم لهذه المعصية.

"فالرشوة ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل"26، والرشوة ناتجة عن عدة أسباب منها:

1.  ضعف الوعي الديني، والبعد الواضح لدى الأفراد عن الشرع وتعاليمه، حيث يعتبر الوازع الديني هو الرادع الأقوى من جميع العقوبات الوضعية فهو يمثل رقابة ذاتية على سلوك الفرد، ويوجهه نحو الخلق الحسن، والسلوك القويم.

2.  ضعف دور الرقابة الذاتية لدى الفرد، والمؤسسات، وعدم فعاليتها، أضف إلى ذلك كله أن القائمين على الرقابة يفتقرون إلى الكوادر المؤمنة بالله – عز وجل -، والأمينة، والمؤهلة، والمدربة، وهذا ناتج عن عدم اختيار الشخص المناسب الأمين؛ في المكان المناسب، والوصول إلى المناصب عن طريق أساليب غير مشروعة.

3.  مما يزيد الطين بله هو: انخفاض مستوى المعيشة، وتدني الأجور؛ مقابل الارتفاع المستمر في الأسعار مما أدى إلى التجاوز إلى الدخل المحرم، وعدم المبالاة أكل من حلال أم من حرام.

4.    التدني الواضح والملموس في المستوى التعليمي والثقافي للأفراد.

وهذه أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور الرشوة وانتشارها في أوساط المجتمع، حتى لم يعد يبالي المرتشون في النصوص التي جاءت لتحذر من الرشوة مثل قول الله – عز وجل -: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}27، وذم الله لمن يقوم بهذا العمل، وأنه بئس العمل: {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}28، ولعنُ الله فاعلَه كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي))29.

وكل هذا يبين أن الرشوة حرام بنص الكتاب، والسنة المطهرة، إلا أن من يدفع المال على سبيل أن يستخرج حقه؛ جاز للدافع، وحرام على الآخذ، ذكر ذلك صاحب كتاب عون المعبود فقال: "أما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق أو ليدفع به عن نفسه ظلماً فلا بأس به، وكذا الآخذ إذا أخذ ليسعى في إصابة صاحب الحق فلا بأس به، لكن هذا ينبغي أن يكون في غير القضاة والولاة، لأن السعي في إصابة الحق إلى مستحقه، ودفع الظالم عن المظلوم؛ واجب عليهم، فلا يجوز لهم الأَخذ عليه"30.

الغناء:

حين جاء الإسلام عمل على تطهير النفس والعقل من أدران الجاهلية، وكل ما يفسدهما من الأقوال، والأعمال، والمطعومات، والمشروبات، وغير ذلك، ويدخل في ذلك الغناء، فقد حرَّم الدين الإسلامي سماع الغناء، والمزامير، وآلات اللهو والطرب، وعوضهم بالقرءآن وسماعه.

وقد توافرت الآيات، والأحاديث، وأقوال الصحابة؛ على أن الغناء من المحرمات من تلك النصوص:

·   قوله – تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}31 قال ابن كثير عند هذه الآية: "عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب"32.

·   وعن سعيد بن جُبَير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – وهو يُسأل عن هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ} فقال عبد الله: "الغناء والذي لا إله إلا هو" يردّدها ثلاث مرّات.

·   وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله – تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ} قال: باطل الحديث هو الغناء ونحوه33.

·   وعن أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ – رضي الله عنه – أنه سَمِعَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ، وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ (يَعْنِي الْفَقِيرَ) لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَداً، فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ))34.

والغناء حين يظهر ويتفشى في الأمة يحل بها الخسف والعذاب فقد جاء عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ))35، ألا فليحذر المتغافلون والمجاهرون بهذه المعصية.

ومن هنا أوصي نفسي وكل مسلم بتطهير سمعه وقلبه من كل ما يسخط الله – عز وجل -، وليعلم الواقعون في هذا الذنب الكبير أن ما يقومون به هو دليل على نقص الإيمان، ولذا تهافتت نفوسهم، وتاقت إلى المعاصي من كل جانب، وحالهم أنهم يبحثون عن السعادة فأي سعادة يرجونها فيما يسخط الله – عز وجل -، ونحن نجد أن الله حدد سعادة النفس وطمأنينتها في ذكره – عز وجل -؛ وأبدلنا عن هذا بالقرءان، وجعل نفوس المؤمنين تتوق إلى الذكر والقرءان، والتلذذ بسماعه، وجعله صفة للمؤمنين، وأكد هذا بقوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}36، وإن الخصال السابقة وغيرها من الخصال – وللأسف الشديد – مما انتشر في الأمة، وابتليت به، وأصبح من الأمور العادية، في حين أنها من المحرمات، ومما يخالف الفطرة السليمة: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}37، ولو أنا توقفنا عند قول الله – تعالى – حاكياً عن إبليس {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً}38 لوجدنا أن كل هذا من تلبيس الشيطان، ومن التغيير لخلق الله – عز وجل -، فالحذر من أن يقع المسلم فريسة سهلة لوساوس الشيطان وتلبيساته.

نسال الله – عز وجل – بأسمائه وصفاته أن يهدينا سواء السبيل، وأن يردنا إلى دينه مرداً جميلاً، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.


 


1 مسلم (234).

2 البخاري(5439)، ومسلم(377).

3 بيان تلبيس الجهمية(1/373).

4 حاشية ابن القيم(12/318).

5 فتح الباري لابن حجر(16/479).

6 شرح سنن النسائي(1/11).

7 مسلم (131).

8 سورة الأعراف (26).

9 أحمد (10970)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود (9/93).

10 مسلم (154).

11 فتح الباري لابن حجر (16/483).

12 مسلم (234).

13 البخاري (5442).

14 البخاري (5443).

15 مسلم (383).

16 البخاري (5442).

17 مسلم (383).

18 فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/47).

19 سورة النساء (119).

20 سورة الأنعام (153).

21 البخاري (2986)، ومسلم (3930).

22 البخاري (5435).

23 شرح ابن بطال (17/170).

24 سورة الأحزاب (33).

25 تفسير ابن كثير (6/408-410) بتصرف.

26 عون المعبود (8/80).

27 سورة البقرة (188).

28 سورة المائدة (62).

29 ابن ماجة (2304)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/261).

30 عون المعبود (8/80).

31 سورة لقمان (6).

32 تفسير ابن كثير (6/330).

33 تفسير الطبري (20/127).

34 البخاري (5162).

35 ابن ماجة (4010)، وصححه الألباني في غاية المرام (1/228).

36 سورة الرعد (28).

37 سورة الروم (30).

38 سورة النساء (119).