تغيير الاسم لمصلحة

تغيير الاسم لمصلحة

تغيير الاسم لمصلحة

 

الحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، بذكره نبدأ دائماً، وأبداً، وبه نستعين أولاً وآخراً، وعليه نتوكل في جميع نِيَّاتنا، وأقوالنا، وأفعالنا، وأحوالنا، وتصرفاتنا. والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله، ورضي الله عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

فإن للأسماء تأثيرها على المسميات، من حيث حسنها وقبحها، والمبالغة فيها إلى درجة يحس المسمى بها أنه بتلك الصفة حقيقة وهو أبعد ما يكون عنها، وهذا يكون في صفات الخير، ولهذا نجد أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم غير بعض الأسماء لمصلحة شرعية إما لكون تلك الأسماء لها دلالات سيئة أو هي صريحة في السوء، أو لأن فيها مبالغة وتزكية للمسمى بها، فعمد صلى الله عليه وسلم إلى التغيير لمصالح تنسجم مع حال الإنسان ورتبته التي لا يجوز أن ينزل عنها إلى درجة الحيوانية ولا يرتفع عنها إلى درجة الصفاء التام والكمال المطلق، فهذا لا يمكن أن يكون بحال. وسنأخذ بعض مواقف الرسول عليه السلام في تغيير الأسماء، فمن ذلك حديث تغيير اسم برة رضي الله عنها، فقد غيره إلى زينب.

نص الحديث:

عن أبي هريرة: أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زينب1.

مفردات الحديث:

"زينب" قيل: زينب بنت جحش زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: زينب بنت أبي سلمة ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم- أمها أم سلمة -رضي الله عنهن-. "برة" صيغة مبالغة من البر. "تزكي نفسها" تمدحها وتثني عليها".

شرح الحديث:

في هذا الحديث بحثان: أحدهما التزكية، والآخر التسمية، وقد نهى الله جل ذكره عن تزكية الإنسان نفسه؛ فقال تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى سورة النجم(32). وقال أيضاً: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً سورة النساء(49).

ومن التزكية المذمومة التزكية بالاسم كما في الحديث أنه أمر بتغير اسم برة إلى زينب؛ لأن في هذا الاسم تزكية للمسمى، فإذا كانت هذه التزكية ممنوعة لمجرد الاسم فكيف  إذا كان بالصفات والدعاوى الكاذبة؟!.

وقد دل هذه الحديث على تغيير الاسم القبيح إلى حسن، وتغيره كذلك إذا كان في تغيره مصلحة؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: "وكما أن تغيير الاسم يكون لقبحه وكراهته، فقد يكون لمصلحة أخرى مع حسنه؛ كما غيّر اسم برة بزينب كراهة التزكية، وأن يقال: خرج من عند برة، أو يقال: كنت عند برة"2.

وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بتغيير الأسماء لمصلحة اقتضت ذلك؛ فمن ذلك ما ثبت عن ابن عمر أن النبي-صلى الله عليه وسلم- غيّر اسم عاصية، وقال: (أنت جميلة)3. وعن ابن المسيب عن أبيه: أن أباه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما اسمك؟). قال: حزن، قال: (أنت سهل). قال: لا أغير اسما سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد4. وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن رسول الله أتي بالمنذر بن أبي أسيد حين ولد، فوضعه على فخذه فأقاموه، فقال: (أين الصبي؟) فقال: أبو أسيد أقلبناه يا رسول الله، قال: (ما اسمه)، قال: فلان، قال: (ولكن اسمه المنذر). وعن أسامة بن أخدري أن رجلاً كان يقال له: أصرم كان في النفر الذين أتوا رسول الله، فقال رسول الله: (ما اسمك) قال: أصرم، قال: (بل أنت زرعة)5. وغير ذلك من النصوص.

وقد غيّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسماء كثيرة لقبحها؛ يقول أبو داود: "وغيّر رسول الله اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وشهاب، وحباب، فسماه هاشماً، وسمى حرباً سلماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضاً يقال لها: عفرة خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنو الزينة سماهم بني الرشدة، وسمي بني مغوية بني رشدة"6.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويتفاءل به، ويكره الاسم القبيح ويأمر بتغيره؛ وذلك لأن الأسماء لها "تأثير في المسميات، وللمسميات تأثر بأسمائها في الحسن والقبح والخفة والثقل واللطافة والكثافة"؛ كما يقول ابن القيم: "وكان صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن، وأمر إذا أبردوا إليه بريدا أن يكون حسن الاسم، حسن الوجه، وكان يأخذ المعاني من أسمائها في المنام واليقظة؛ كما رأى أنه وأصحابه في دار عقبة بن رافع فأتوا برطب من رطب ابن طاب فأوله بأن لهم الرفعة في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وإن الدين الذي قد اختاره الله لهم قد أرطب وطاب. وتأول سهولة أمرهم يوم الحديبية من مجيء سهيل بن عمرو إليه، وندب جماعة إلى حلب شاة، فقام رجل يحلبها فقال: (ما اسمك؟) قال: مرة، فقال: (اجلس) فقام آخر، فقال: (ما اسمك؟) قال: جمرة، فقال: (اجلس) فقام آخر، فقال: (ما اسمك؟) فقال: يعيش، فقال: (احلبها)7.

وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء، ويكره العبور فيها؛ كما مر في بعض غزواته بين جبلين فسأل عن اسميهما، فقالوا: فاضح ومخز، فعدل عنهما، ولم يجز بينهما. ولما كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة ما بين قوالب الأشياء وحقائقها، وما بين الأرواح والأجسام عبر العقل من كل منهما إلى الآخر؛ كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت فلا يكاد يخطئ.

وضد هذا العبور من الاسم إلى مسماه؛ كما سأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلا عن اسمه، فقال: جمرة، فقال: واسم أبيك؟ قال: شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: فمنزلك؟ قال: بحرة النار، قال: فأين مسكنك؟ قال: بذات لظى، قال: اذهب فقد احترق مسكنك، فذهب فوجد الأمر كذلك.

فعبر عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها كما عبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من اسم سهيل إلى سهولة أمرهم يوم الحديبية، فكان الأمر كذلك. وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحسين أسمائهم، وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة بها، وفي هذا -والله أعلم- تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة لتحسين الأسماء لتكون الدعوة على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسن، والوصف المناسب له.

وتأمل كيف اشتق للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- من وصفه اسمان متطابقان لمعناه، وهما: أحمد ومحمد، فهو لكثرة ما فيه من الصفات المحمودة محمد، ولشرفها وفضلها على صفات غيره أحمد، فارتبط الاسم بالمسمى ارتباط الروح بالجسد. وكذلك تكنيته صلى الله عليه وسلم لأبي الحكم بن هشام بأبي جهل كنية مطابقة لوصفه ومعناه، وهو أحق الخلق بهذه الكنية، وكذلك تكنية الله-عز وجل- لعبد العزى بأبي لهب لما كان مصيره إلى نار ذات لهب كانت هذه الكنية أليق به وأوفق، وهو بها أحق وأخلق.

ولما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الاسم غيره بطيبة، لما زال عنها ما في لفظ يثرب من التثريب بما في معنى طيبة من الطيب استحقت هذا الاسم، وزادت به طيبًا آخر، فأثر طيبها في استحقاق الاسم، وزادها طيباً إلى طيبها.

ولما كان الاسم الحسن يقتضي مسماه ويستدعيه من قرب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض قبائل العرب وهو يدعوهم إلى الله وتوحيده: (يا بني عبد الله إن الله قد حسن اسمكم واسم أبيكم)؛ فانظر كيف دعاهم إلى عبودية الله بحسن اسم أبيهم، وبما فيه من المعنى المقتضي للدعوة.

وتأمل أسماء الستة المتبارزين يوم بدر كيف اقتضى القدر مطابقة أسمائهم لأحوالهم يومئذ، فكان الكفار: شيبة وعتبة والوليد ثلاثة أسماء من الضعف، فالوليد له بداية الضعف، وشيبة له نهاية الضعف؛ كما قال تعالى: خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً سورة الروم(54)، وعتبة من العتب فدلت أسماؤهم على عتب يحل بهم، وضعف ينالهم، وكان أقرانهم من المسلمين: علي وعبيدة والحارث -رضي الله عنهم- ثلاثة أسماء تناسب أوصافهم، وهي العلو والعبودية والسعي الذي هو الحرث فعلَوا عليهم بعبوديتهم، وسعيهم في حرث الآخرة.

ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه ومؤثرا فيه كان أحب الأسماء إلى الله ما اقتضى أحب الأوصاف إليه؛ كعبد الله، وعبدالرحمن، وكان إضافة العبودية إلى اسم الله واسم الرحمن أحب إليه من إضافتها إلى غيرها كالقاهر والقادر، فعبد الرحمن أحب إليه من عبد القادر، وعبد الله أحب إليه من عبد ربه، وهذا لأن التعلق الذي بين العبد وبين الله إنما هو العبودية المحضة، والتعلق الذي بين الله وبين العبد بالرحمة المحضة فبرحمته كان وجوده وكمال وجوده والغاية التي أوجده لأجلها أن يتأله له وحده محبة وخوفاً ورجاء وإجلالاً وتعظيماً، فيكون عبدا لله، وقد عبده لما في اسم الله من معنى الإلهية التي يستحيل أن تكون لغيره، ولما غلبت رحمته غضبه، ولما كانت الرحمة أحب إليه من الغضب كان عبد الرحمن أحب إليه من عبد القاهر"8.

الأسماء الممنوعة في الشريعة الإسلامية:

لقد ذكر العلماء أن الأسماء الممنوعة في الشريعة على نوعين:

النوع الأول: أسماء دلت النصوص على تحريم التسمي بها، وهي على أنواع:

أولاً: اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله -تعالى-؛ من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك؛ مثل: عبد الرسول، عبد النبي، عبد علي، عبد الحسين.

ثانياً: التَّسمية باسم من أسماء الله -تبارك وتعالى-، فلا تجوز التَّسمية باسم يختص بهِ الرب سبحانه؛ مثل: الرحمن، الرَّحيم، الخالق، البارئ.

ثالثاً: التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم، والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها، وينفر منها، ولا يحوم حولها، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوروبا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها: بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان… وغيرها.. وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم؛ إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن؛ فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين؛ فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كِلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها. وتغييرها شرط في التوبة منها.

رابعاً: التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله، ومنها: اللات، العزى، إساف، نائلة، هُبَل…

خامساً: التسمِّي بالأسماء الأعجمية؛ تركية، أو فارسية، أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع له لغة العرب ولسانها، منها: ناريمان، شيريهان، نيفين، شيرين، شادي -بمعنى القرد عندهم!– جِهان.

سادساً: كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمَّى، فيحمل من الدَّعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال؛ ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أخنع اسم عند الله رجل تسمَّى ملك الأملاك…)9. ومثله قياساً على ما حرَّمه الله ورسوله: سلطان السَّلاطين، حاكم الحكَّام، شاهنشاه، قاضي القضاةِ، وكذلك تحريم التسمية بمثل: سيد النَّاس، سيد الكل، سيد السَّادات، ست النسِّاء. ويحرم إطلاق "سِّيدِ ولدِ آدم" على غير رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وفي حديث زيْنب بنت أبي سلمة –رضي الله عنها– أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزكوا أنفسكم؛ الله أعلم بأهل البر منكم)10.

سابعاً: التسمي بأسماء الشياطين، قال ابن القيم: "التَّسمية بأسماء الشَّياطين؛ كخِنْزب، والولْهان، والأعور، والأجْدع"، وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك.

النوع الثاني: أسماء مكروهة، ويمكن تصنيفها على النحو التالي:

الصنف الأول: تكره التسمية بما تنفر منه القلوب؛ لمعانيها، أو ألفاظها، أو لأحدهما؛ لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم؛ فضلا عن مخالفة هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- بتحسين الأسماء: ومنها: حرْب، مُرَّة، خنْجر، فاضِح، فحيط، حطيحط، فدْغوش… وهذا في الأعراب كثير، ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعضِ الجهات عجباً!، ومنها: هيام وسهام؛ بضم أولهما: اسم لداء يُصيب الإبل. ومنها: رحاب وعفلق، ولكل منهما معنىً قبيح. ومنها: نادية؛ أي: البعيدة عن الماء.

الصنف الثاني: يكره التسمِّي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية، وهذا في تسمية البنات كثير، ومنها: أحلام، أريج، عبير، غادة "وهي التي تتثنَّى تيهاً ودلالاً"، فتنة، نهاد، وصال، فاتن "أي بجمالها" شادية.

الصنف الثالث: يكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثِّلين والمطربين وعُمَّار خشبات المسارحِ باللهو الباطل. ومن ظواهر فراغ بعض النفُّوس من عزة الإيمان: أنهم إذا رأوْه مسرحيةً فيها نسوةٌ خليعات؛ سارعوا مُتهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها، ومن رأى سجلاَّت المواليد التي تزامن العرض؛ شاهد مصداقيَّة ذلك … فإلى الله الشكوى.

الصنف الرابع: يُكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية؛ كمثل "ظالم بن سرّاق"، فقد ورد أنَّ عثمان بن أبي العاصِ امتنع عن توليةِ صاحب هذا الاسم لمَّا علم أنَّ اسمه هكذ11.

الصنف الخامس: تكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة ومنها: فرعون، قارون، هامان… ومنهُ التَّسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة؛ كمثل: "خبِيَّة بن كنَّاز"؛ فقد ورد أن عمر -رضي اللهُ عنه- قال عنهُ: "لا حاجة لنا فيهِ ؛ هُو يخبِّئُ، وأبوهُ يكنزُ"12.

الصنف السادس: يُكره التسمِّي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصِّفات المستهْجنة، ومنها التَّسمية بما يلي: حنش، حِمار، قُنْفذ، قُنيفذ، قِرْدان، كلْب، كُليب.

الصنف السابع: تُكره التَّسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مُشبَّهة مضافة إلى لفظ "الدين" ولفظ "الإسلام"؛ مثل: نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام.. وذلك لعظيمِ منزلةِ هذين اللفظين "الدين" و "الإسلام"، فالإضافة إليهما على وجْه التَّسمية فيها دعوى فجَّة تطل على الكذب، ولهذا نص بعض العلماء على التَّحريم، والأكثر على الكراهة؛ لأنَّ منها ما يوهم معاني غير صحيحة ممَّا لا يجوز إطلاقه، وكانت في أوَّل حدوثها ألقابا زائدة عن الاسم، ثم استعملت أسماء..

الصنف الثامن: تكره التسمية بالأسماء المركبة؛ مثل: محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً هو الاسم، ومحمد للتبرك… وهكذا، وهي مدعاة إلى الاشتباه والالْتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السَّلف، وهي من تسمياتِ القرون المتأخرة.

ويلحق بها المضافة إلى لفظ "الله"؛ مثل: حسب الله، رحمة الله، جبرة الله؛ حاشا: عبدالله؛ فهو من أحبِّ الأسماءِ إلى الله. أو المضافةُ إلى لفظِ الرسول؛ مثل: حسب الرسول، وغُلام الرسول..

الصنف التاسع: كره جماعةٌ من العلماء التسمِّي بأسماء الملائكةِ -عليهم السلام-؛ مثل: جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل، أما تسمية النساء بأسماء الملائكة؛ فظاهر الحرمة؛ لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله -تعالى الله عن قولهم-، وقريب من هذا تسمية البنت: ملاك، ملكة، وملك.

الصنف العاشر: كره جماعة من العلماء التَّسمية بأسماء سور القرآن الكريم؛ مثل: طه، يس، حم.. "وأما ما يذكره العوامُّ أن يس وطه مِن أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- فغير صحيح"13.

فهذا ما يتعلق بالأسماء من حيث تغيير سيئها، ومعرفة حسنها من مكروهها من محرمها. نسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين، وأن يعينهم على التوبة إليه من كل المعاصي والسيئات، وأن يمن عليهم بحب النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وشريعته وبغض الكافرين ودينهم وعاداتهم السيئة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد الرحيم الرؤوف وعلى آله وصحبه وسلم.


 


1 رواه البخاري ومسلم.

2 رواه البخاري.

3 رواه مسلم.

4 رواه البخاري.

5 رواه أبو داود.

6 انظر: سنن أبي داود (2/707). لسليمان بن الأشعث السجستاني. الناشر: دار الفكر.

7 رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم (710). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/93): رواه الطبراني وإسناده حسن.

8 زاد المعاد في هدي خير العباد(2/307). الناشر: مؤسسة الرسالة – مكتبة المنار الإسلامية-بيروت– الكويت. ط(14)، (عام (1407هـ).

9 متفق عليه.

10 رواه مسلم.

11 المعرفة والتاريخ (3/201 ) للفسوي.

12 "المؤتلف والمختلف" (4/1965) للدار قطني.

13 للمزيد يراجع: "معجم المناهي اللفظية"(383 وصـ(562) للدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد.دار العاصمة للنشر والتوزيع.